رسم فؤاد مرتضى، منتحل صفة الأمير مولاي رشيد على موقع «الفايس بوك» الأمريكي، علامة النصر وهو يغادر ظهر الجمعة الماضي القاعة رقم 2، بعد أن رفضت هيئة الحكم تمتيعه بالسراح المؤقت استجابة لملتمس الدفاع. ولوح مهندس الدولة لأفراد عائلته، الذين جاؤوا لمتابعة أطوار المحاكمة، بيديه، قبل أن ينزل إلى قبو الاعتقال في الطابق السفلي بالمحكمة، حيث يوجد السجناء. كما رفضت هيئة الحكم طلب السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع مهندس الدولة، المتابع بتهمة جنائية تتعلق بإدخال معطيات في نظام للمعالجة الآلية وتغييرها وتزييف وثائق المعلوميات وإعداد معطيات معلوماتية غير صحيحة وتملكها وعرضها وانتحال صفة. واستغرقت الجلسة الأولى من محاكمة «الأمير المزور» دقيقتين فقط لترجئ هيئة المحكمة النظر في قضية «الأمير المزيف» إلى غاية الجمعة المقبل لإعداد الدفاع، ليغادر المتهم قاعة غصت بمتقاضين ومتهمين جيء بهم من سجن عكاشة لمحاكمتهم في القاعة 2 بمحكمة القطب الجنحي. واستغرب دفاع المتهم تشدد المحكمة مع شاب مفعم بالحياة، يتوفر على عمل وسكن قارين ولا يشكل خطرا على الأمن العام، معربا عن اعتقاده بأن الأمير مولاي رشيد نفسه المعني بالأمر قد يكون غير راض عن محاكمة شاب مغربي بهذه الطريقة. وقال إلياس مرتضى، شقيق فؤاد، متحدثا إلى الصحافيين في بهو المحكمة ظهر الجمعة الماضي، عقب انتهاء أول جلسة محاكمة، إن فؤاد تعرض للضرب والتعذيب بعد اعتقاله من طرف المحققين، الذين اعتقدوا في بداية الأمر أن فؤاد شخص خطير له ميولات سياسية أو دينية مشددة، إلا أن القضية برمتها –يضيف إلياس- لا تعدو أن تكون مجرد افتتان لأخيه بالأمير مولاي رشيد، وقال إن «الفايس بوك» موقع إلكتروني ترفيهي يرتاده أكثر من 70 مليون شخص في العالم، ويتضمن صفحات حول رؤساء دول وسياسيين ومشاهير في الفن والرياضة، مشددا على أن فؤاد لم يسئ لشخص الأمير أو يستغل صفته في تحقيق أغراض شخصية، بقدر ما كان يرفه عن نفسه. وأكد مصدر مقرب من أسرة المهندس فؤاد، المتابع بانتحال صفة الأمير مولاي رشيد، أنه مزداد سنة 1981 بمدينة كليميمة بإقليم الراشيدية، وهو من خريجي المدرسة الحسنية للمهندسين شعبة هندسة البرامج سنة 2005. وحسب نفس المصدر، فإن المهندس فؤاد يتحدر من أسرة بسيطة ومتواضعة، فوالده، المختار بن علي، مفتش في التعليم الابتدائي، وأمه فاطمة بنت لحسن ربة بيت ولديه أربعة إخوة، وهو حاصل على الباكالوريا في العلوم الرياضية من ثانوية محمد الخامس بكليميمة، وقد التحق سنة 2000 بثانوية عمر بن الخطاب بمكناس لمتابعة دراسته في الأقسام التحضيرية لمدة سنتين، ليلتحق سنة 2002 بالمدرسة المحمدية للمهندسين، ليحصل على شهادة مهندس دولة في الإعلاميات تخصص «هندسة البرامج». وسبق ل«الأمير المزور» أن قضى تدريبا دام ستة أشهر بشركة» إنقوليس» بعد تخرجه، لينتقل إلى العمل بشركة «إديو فاكتوري» المتخصصة في إدراج الأغاني والأفلام الإعلانية في المواقع الإلكترونية، ويتقاضى راتبا شهريا قيمته 10 آلاف درهم، وقد ظل يعمل في هذه المؤسسة إلى حين اعتقاله من طرف الشرطة. وأشارت مصادر جد مقربة من أسرة المهندس، الذي تتهمه النيابة العامة بإعداد معطيات معلوماتية غير صحيحة وتملكها وعرضها وانتحال صفة، إلى أن فؤاد مرتضى ترعرع داخل أسرة محافظة مشهود لأفرادها بدماثة الخلق و«الحشمة»، ومنذ صغره انصب تركيزه على التحصيل الدراسي العلمي، بينما ظلت علاقته بالجنس اللطيف من زميلاته في الدراسة محدودة، وهو خجول منطو على نفسه. وحسب مصدر مقرب من التحقيق، فإن «الأمير المزور» قام، شهر أكتوبر الماضي، بإحداث بطاقة شخصية في موقع «الفايس بوك» الإلكتروني، ضمنها صورته ومعلومات تخصه، أملا في التعرف على فتاة، لكنه لم يتوصل طيلة شهرين بأية رسالة من معجبة مفترضة ترغب في التعارف معه، مما دفعه إلى تغيير بياناته الشخصية منتصف يناير الماضي وضمنها معلومات تخص «المولى رشيد بن الحسن» وصورا للأمير مولاي رشيد، ليتلقى العشرات من الرسائل الإلكترونية من معجبات بالأمير الوسيم. وقالت مصادر متطابقة إن الهدف من استعمال المهندس فؤاد لبيانات الأمير مولاي رشيد لم يكن هو تحقيق «منافع شخصية» أو استغلال صورة الأمير بهدف آخر سوى الرغبة في العثور على معجبات يمكنهن أن يخرجن خريج المدرسة المحمدية للمهندسين من عزلة يعيشها على أرض الواقع في علاقته بحواء.