أكد المكتب الدولي للعمل أن مستويات الإنتاجية بشمال إفريقيا، ارتفعت بأزيد من16 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث تم القضاء بشكل شبه تام على الفقر المذقع للعمال الذي تقدر نسبته حاليا ب6 .1 في المائة من الساكنة النشيطة. وأوضح المكتب الدولي في تقرير نشر بجنيف حول « التوجهات العالمية للعمل خلال سنة2007 « ، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مازالت تشهد أكثر معدلات البطالة ارتفاعا بنسب تبلغ على التوالي8 .11 و9 .10 في المائة، متبوعة بأمريكا اللاتينية والكاريبي ووسط وجنوب شرق أوروبا ومجموعة الدول المستقلة بنسبة5 .8 في المائة. وأشار المكتب إلى أن الوضع مستقر في اقتصاديات البلدان المتقدمة والاتحاد الأوروبي، حيث يشهد نمو الشغل أدنى مستوياته منذ خمس سنوات في الوقت الذي يعرف فيه عدد العاطلين تزايدا بمعدل600 ألف عاطل منذ سنة2006 . ويفيد تحليل المكتب أنه يتوقع أن يتجسد التأثير الرئيسي لأزمة القروض على نمو الاقتصاديات المتقدمة والاتحاد الأوروبي في انخفاض نسبة خلق مناصب الشغل في المنطقة بمعدل240 ألف فرصة عمل، مشيرا إلى أن هذا التوجه الذي يسير نحو الانخفاض سيتم تعويضه من قبل باقي دول العالم بفضل النمو القوي للاقتصاد والشغل بآسيا بشكل خاص. وذكر التقرير أن دول جنوب آسيا احتلت المرتبة الأولى على مستوى نمو الشغل خلال سنة2007، حيث ساهمت بنسبة28 في المائة أي بحوالي45 مليون منصب شغل تم إحداثه خلال نفس السنة. وعلى الرغم من ذلك-يشير التقرير- إلى أن المنطقة توجد بها أكبر حصة من مناصب الشغل الهشة ، وهو ما يعكس بالنسبة للكثيرين تدني جودة المناصب التي يتم إحداثها،مضيفا أن أزيد من سبعة أشخاص من أصل عشرة يعملون لحسابهم الشخصي أو في وحدات عائلية ويتحملون مخاطر عدم التوفر على الحماية والسلامة الاجتماعية. وبالنسبة لحصة مناصب الشغل الهشة من مجموع فرص الشغل، تحتل جنوب آسيا المرتبة الأولى بمعدل 2 .77 في المائة، متبوعة بإفريقيا جنوب الصحراء بنسبة9 .72 في المائة وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي بنسبة4 .59 في المائة، وشرق آسيا بنسبة 7 .55 في المائة، وأمريكا اللاتينية والكاريبي بنسبة2 . 33 في المائة، والشرق الأوسط2 .32 في المائة، وشمال إفريقيا7 .30 في المائة. وأوضح التقرير، أن دول شرق آسيا في طريقها لتصبح منطقة ذات دخل متوسط، حيث أسهم النمو المدعم للإنتاجية في رفع المداخيل وفي إخراج ملايين الأشخاص من دائرة الفقر. ويعتبر المكتب الدولي للعمل أن نسبة العمال الذين يعيشون مع عائلاتهم تحت خط الفقر بدولارين في اليوم بشرق آسيا انخفض من 1 .59 إلى 6.35 في ظرف عشر سنوات، في حين انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم من8 .18 إلى7 .8 خلال نفس الفترة. وتوجد بإفريقيا جنوب الصحراء أكبر نسبة من العمال الفقراء، كما استمرت الهوة بينها وبين المناطق الأخرى في الاتساع، حيث أشار تقرير المكتب إلى أن أزيد من نصف المأجورين لا يتقاضون ما يمكنهم من تجاوز عتبة الفقر، مضيفا أن أزيد من ثمانية عمال من أصل عشرة يعيشون بأقل من دولارين في اليوم.