ينتظر أن تصل حاجيات المغرب من مناصب الشغل الصافية في أفق 2014 إلى أربعة ملايين منصب، أي بمعدل 370 ألف منصب شغل جديد في السنة، دون احتساب الساكنة الحالية العاطلة، غير أن بلوغ هذا الهدف يظل رهينا بتحقيق متوسط معدل نمو اقتصادي سنوي ب6.2 في المائة خلال تلك الفترة. وتبدو آفاق التشغل وتوازن سوق الشغل، حسب المركز المغربي للظرفية،جد متباينة في أفق 2014 حسب معدلات النمو الاقتصادي، إذ بالاستناد إلى السنة المرجعية 2006، سيتيح بلوغ معدل نمو اقتصادي ب4.4 في المائة توفير مليوني منصب شغل، أي بمعدل 250 ألف منصب في السنة، إذ أن الخصاص على مستوى الحاجيات سيصل إلى مليوني منصب، مما سيرفع معدل البطالة إلى 14 في المائة. في نفس الوقت سيفضي تحقيق معدل نمو ب5.4 في المائة إلى خلق 2.5 مليون منصب شغل في أفق 2014، أي ب315 ألف منصب في السنة، وسيتيح الوصول إلى معدل نمو ب6.2 في المائة إلى توفير 365 ألف منصب في السنة وتقليص معدل البطالة إلى 7.5 في المائة. وتظهر الدراسات الاستشرافية، التي أنجزها المركز المغربي للدراسات والأبحاث الديمغرافية، أنه بالرغم من تباطؤ النمو الديمغرافي، الذي انطلق منذ أكثر من عقد من الزمن، ستواصل الساكنة تطورها السريع، حيث يتوقع أن ينتقل تعداد الساكنة إلى35 مليون نسمة في أفق 2014، في ظل زيادة الساكنة سنويا ب 448 ألف نسمة خلال الفترة الممتدة من 1994 إلى 2014، مقابل 420 ألف نسمة خلال الفترة الفاصلة بين 1960و1994، علما بأن تباطؤ الاتجاه العام للساكنة لن تكون له تداعيات ملموسة على الساكنة التي توجد في سن النشاط في المستقبل القريب، إذ يرتقب أن تصل تلك الساكنة، المتراوحة أعمارأفرادها بين 15 و60 سنة، في أفق 2014 إلى 15.2 مليون في العالم الحضري و7.7 ملايين في العالم القروي. ويرتقب أن تصل الساكنة النشيطة التي تلبي طلب القطاعات الإنتاجية في أفق 2014 إلى 14.2 مليون شخص، أي 8.8 ملايين شخص في العالم الحضري و5.4 ملايين شخص في العام القروي، إذ يتضح، انطلاقا من المعطيات حول الساكنة النشيطة العاملة في 2006، أن الحاجيات من الساكنة النشيطة ستصل إلى 4 ملايين شخص، أي بمعدل 370 ألف منصب شغل في المتوسط السنوي، دون احتساب الساكنة النشيطة الحالية التي توجد في حالة عطالة. وتؤشر المعطيات التي ترسم تطور التشغيل حسب قطاعات النشاط على تحسن ملموس في القدرة على خلق مناصب الشغل في القطاعات الإنتاجية منذ بداية العقد، إذ إن مقاربة نتائج البحث حول الساكنة النشيطة بين 2002 و2006 تبرز حسب المركز، نمو التشغيل بحوالي 750 ألف منصب، أي بوتيرة 180 ألف منصب في السنة، فإعادة هيكلة النسق الاقتصادي يبدو أنها أفضت شيئا فشيئا، في تقديرالمركز، إلى خلق مناصب شغل مهمة. وارتفع معدل البطالة في المغرب إلى 9.8 في المائة العام الماضي، مقابل 9.7 بالمائة في السنة السابقة مع تأثر القطاع الزراعي، كثيف العمالة، بالجفاف. وارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى 1.092 مليون في 2007 عندما استغنى القطاع الفلاحي عن 18 ألف وظيفة في حين وفرت القطاعات غير الفلاحية 117 ألف فرصة عمل، أي أقل من متوسط بلغ 130 ألفا في السنوات العشر الأخيرة. ويأتي خفض معدل البطالة على رأس أولويات الحكومة التي تتوقع إضافة 1.2 مليون فرصة عمل في الفترة الممنتدة من 2008 إلى 2012 بالمقارنة مع ما يقدر بنحو 800 ألف في السنوات الخمس السابقة. ويقول تقرير رسمي إن على المغرب أن يقدم 400 ألف فرصة عمل سنويا في الأعوام العشر المقبلة لمنع تفشي البطالة من زعزعة الاستقرار.