يعتبر اللون الأحمر بدرجاته المتعددة من أجمل الألوان وأكثرها أناقة، وتمثل الأزياء التي يغلب عليها هذا اللون هاجساً لعدد كبير من الفنانات اللواتي يحرصن على الظهور به في المهرجانات والحفلات الفنية الكبرى، ومن أشهرهن الفنانة منى زكي، ودوللي شاهين، ونيكول سابا، ورزان مغربي، ويسرا التي لفتت إليها الأنظار بفستانها الأحمر المميز الذي أعده مصمم الأزياء المصري هاني البحيري، وحضرت به افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. ولا يقتصر الولع الشديد باللون الأحمر على أهل الفن، بل يطال كذلك المرأة بشكل عام، وهذا ما يدفعنا لطرح هذا التساؤل: لماذا اللون الأحمر؟ الجواب على هذا السؤال يظل مرهوناً باجتهادات انطباعية بحتة، وحسب أحد باعة ملابس الموضة الذي يعلق على انتشار اللون الأحمر قائلاً: «لا يسعنا إلا تلبية رغبات الزبائن مهما كانت غريبة أو غير متماشية مع موضة العام. وأذكر مثلاً رواج موضة ارتداء التنورة قصيرة فوق سروال الجينز قبل 3 سنوات، فقد كانت موضة غريبة، لكن عندما زاد الطلب عليها اشتريت منها كميات كبيرة من إحدى ورش صناعة الملابس، فلاقت رواجاً كبيراً آنذاك. وحتى الآن ما زلت أرى فتيات يرتدين التنورة القصيرة فوق الجينز. ومن هذا المنطلق حرصت على تضمين واجهة المحل أكثر من قطعة حمراء اللون، لأن هذا اللون رائج جداً خلال هذا الموسم وفي كل المواسم تقريبا. ويقول المصمم الإسباني خوانيتو دلاما حول نفس الموضوع: «عاد اللون الأحمر ليتربع من جديد على عرش الألوان التي اختارها أشهر مصممي دور الأزياء العالمية في تشكيلتهم المخصصة لخريف وشتاء 2008، وبعد أن اقتصر ظهور الفساتين الحمراء سابقا على الأنشطة الخيرية التي تقوم بها بعض النجمات لصالح الجمعيات التي تعنى بمحاربة سرطان الثدي، أصبح في اليوم نجم الموضة بدون منازع، وعاد من جديد ليؤكد دوره المميز في عالم الموضة والجاذبية والجمال. لون مفضل وعن رأي مصممي الأزياء في هذه الظاهرة تقول المصمّمة المصرية نهلة الجبيلي: «تظهر كل عام ألوان جديدة للموضة تصبح هي السائدة. ويقوم بذلك المصممون بحثا عن الجديد وأيضا كنوع من التغيير، إلا أنّ الأحمر يظل دائما من الألوان التي تفرض نفسها على المصممين، شأنه في ذلك شأن الأسود والأبيض، فهذه ألوان غير مرتبطة بموسمٍ معين، ولكن يفضّل على من ترتديها أن تُحسن في اختيار ما يناسبها، وكمثال على ذلك فأنا لا أجد الفستان الأحمر جميلاً للسمراء أو الفتاة الممتلئة التي يمكنها أن تخفي عيوبها بارتداء ملابس سوداء. وتضيف قائلة: «إن الموضة في معناها الحقيقي هي أن ترتدي الفتاة ما يناسبها ويتماشى مع لون بشرتها. والمصمّم الذكي هو من يبتدع درجات ألوان جديدة تناسب كلّ جيل. بالنسبة إليّ مثلاً فقد لاحظت أن الغلبة هذا العام لألوان معينة مثل الأخضر والبني بدرجاتهما المختلفة، ومع ذلك فقد ركّزت في مجموعتي الجديدة لشتاء 2008 على اللون الزهري، وابتعدت إلى حدّ كبير عن الألوان التي حدّدتها دور الأزياء العالمية، وربّما هذا ما جعل موديلاتي متميّزة. وحول حب النساء للون الأحمر يقول الاختصاصي النفسي المصري محمد الريان: « اللون الأحمر لون قويٌّ جداً، ويتناسب مع اللواتي يبحثن عن الشهرة والأضواء لأنّه لونٌ مُلفت للأنظار، ولذلك فإنّ الفتاة الانطوائية لا تميل إطلاقاً إلى هذا اللون، بل تتجنّب ارتداءه في المناسبات العامة. وهو مرتبط حسب رأي جل المصممين بالحبّ والعاطفة، والطموح، والحياة الصاخبة المليئة بالانطلاق. كيف تختارين درجات الأحمر؟ قبل أن تبدئي في شراء ملابس جديدة ذات لون أحمر عليكِ أولاً أن تحددي درجة اللون التي تناسبك منها، وذلك وفق الخيارات التالية: • إذا كنتِ تبدين بشكل جيد عندما ترتدين ثياباً بلون أسود أو أزرق غامق فسوف يناسبك اللون الأحمر البارد، والأحمر الحقيقي. • إذا كانت تناسبك الألوان الزرقاء الباهتة، والرمادية، فإن اللون الأحمر الفاتح والبارد سيناسبك أكثر. • إذا كانت درجات اللون البرتقالي تناسبك أكثر من اللون الأسود أو الأزرق الغامق، فسوف تبدين أروع في اللون الأحمر الدافئ. • إذا كنت تبدين أجمل بالألوان البنية، عندها يمكنك اختيار لون أحمر بني أو الأحمر الطابوقي. أو الأحمر الترابي.