في إطار الموسم الجديد من الدعم المسرحي تقدم فرقة المسرح الحر مسرحية «الخرافة» في عرض للجمهور في الخامس عشر من الشهر القادم في قاعة باحنيني في الرباط، وهي دراماتورجيا وإعداد عبد الحق بلمجاهد وإخراج عبد المولى محتريم. والمسرحية مدعومة من طرف وزارة الثقافة وتنتج بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس. و«الخرافة» مقتبسة عن عمل للكاتب التركي غزيز نيسين بعنوان «الأسطورة»، صمم الملابس والسينوغرافيا أنور الزهراوي ومن أداء حسن مكيات ومصطفى مزوار وعبد الحق بلمجاهد وحنان الحوات. وقال عبد الحق بلمجاهد ل«المساء» إن التعامل مع نص «الأسطورة» للكاتب التركي الكبير يعود إلى أهمية هذا الكاتب من جهة وإلى الطبيعة المشابهة التي يتحدث عنها نص نيسين، وهذا ما سهل عملية الاقتباس والتحويل الدراماتورجي، وأكد أن النص المعرب يحفل بقوة كوميدية تنتمي إلى الكوميديا السوداء المليئة بالتعليقات والمواقف الدرامية والمفارقات التي تنتقد السائد الاجتماعي وتحمل في ثناياها خطابا سياسيا ضمنيا يعيد التأكيد على قيم الجمال، وينتقد الزيف الذي يحطم إنسان اليوم. وقال بلمجاهد: «لم أجد صعوبة كبيرة في نقل هذا النص المسرحي إلى المشاهد المغربي، ربما لأن الواقع التركي يشبه إلى حد كبير الواقع المغربي، كما أن قيم الأخلاق و«قيم» الفساد،هذا إذا وجدت للفساد قيم، تتشابه هنا أوهناك، لذلك ليس غريبا أن يجد كاتب مثل عزيز نيسين معروف بحدته وقوته أرضية قراءة كبيرة في العالم العربي، لأنه قدم الوجه المشوه لرجل السلطة، وانتقد الخطاب الأجوف الذي يسعى إلى تحويل الناس إلى قطيع». مسرحية «الخرافة» من نفس مسرحي واحد، ومدة عرضها في حدود ساعة وعشرين دقيقة، ويرى بلمجاهد أن جمهور هذا النوع من المسرح ينجح، وقد بينت التجارب المسرحية أن الجمهور المغربي أكثر ميلا إلى الموقف الكوميدي الأسود، لأنه يقدم جوانب مختلفة من المشكلة ولكون الواقع أكثر تمزقا. وتحكي المسرحية عن دوار ولاد قدور يعيش كذبة كبيرة وأسطورة ملفقة وبعض القائمين على هذا الدوار يعملون على تزييف الواقع والتاريخ معا. حمو قايد الدوار وعباس رئيس الجماعة القروية هما الشخصيتان اللتان تجعلان من المعيطي (الصعلوك الجبان) أسطورة للبطل العظيم... فيتوجا كذبتهما الكبيرة بتخصيص حفل بهيج سيحضره كبار الشخصيات تكريما لروحه النضالية... إلا أن الرياح ذهبت في الاتجاه الذي لا يشتهيه الكل... ففي خضم الاستعدادات للحفل يظهر المعيطي في حالة يرثى لها محاولا الدخول إلى الدوار بهدف تفقد أحوال عشيرته (زوجته وأبناؤه). إن هذه العودة الطبيعية للمعيطي كانت حدثا كارثيا بالنسبة لحمو وعباس مما سيضطران معه إلى اتخاذ جميع المحاولات والإجراءات لثنيه عن قراره بالدخول إلى الدوار... عناد المعيطي وإصراره وصل حدته حين رد إليهم رشا ويهم عاقدا العزم على السير في اتجاه منزله.. قرار سيكلفه حياته حين يعقدان العزم (حمو وعباس) على قتله في ذات المكان الذي سيكرم فيه. وجمعية محترف «المسرح الحر» جمعية ثقافية فنية تأسست في الرباط سنة 2005 بهدف تقديم أعمال مسرحية ذات طابع احترافي، ومؤسسوها من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط (عبد الحق بلمجاهد- الفنان ادريس بنعويس عبد المولى محتريم). وركزت الجمعية خلال المرحلة الأولى من تأسيسها على جانب التكوين الفني من خلال تنظيم ورشات مسرحية لفائدة الطلبة والشباب الراغبين في صقل مواهبهم... والطامحين إلى تأهيل فني احترافي. وتشرف الجمعية على فرقة محترف المسرح الحر التي تهتم بإنجاز عروض مسرحية محترفة، بشراكة مع مؤسسات... وزارات وكذا فعاليات من المجتمع المدني. كما تساهم الجمعية في تكوين المسرحيين الشباب من خلال إشراكهم كممثلين متدربين في أعمال احترافية.