عاد الرضيع المختطف إلى حضن أمه، بعد أسبوع من عملية الاختطاف التي وقعت في مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية. ليسدل الستار بذلك على قصة إنسانية لأم مكلومة كادت تفقد حياتها إثر ولادة قيصرية لتستفيق على اختطاف فلذة كبدها من لدن امرأة مجهولة تقمصت شخصية ممرضة. فقد تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالمحمدية، يوم الجمعة المنصرم، من اعتقال الخاطفة، وإرجاع الأمور إلى نصابها. وجاء اعتقال السيدة سهام (24 سنة)، متزوجة وقاطنة رفقة زوجها بتجزئة الصديق 1 قرب حي النصر بالمحمدية، بعد أن فطنت إحدى جاراتها، التي تتابع قضية الرضيع المفقود، إلى احتمال أن يكون المولود الجديد داخل أسرة جارتها هو المولود المختفي، لعلمها بأن جارتها أجهضت أكثر من مرة، وأنها لم تلاحظ مراحل حملها الذي أثمر الابن الجديد، الذي ادعت إنجابه في نفس اليوم الذي تم فيه اختطاف رضيع المستشفى. فقامت هذه الجارة بإخبار الشرطة القضائية مساء الخميس الماضي، مؤكدة أن مختطفة الرضيع قصت شعره، وكانت تستعد لتنظيم حفل العقيقة في اليوم الموالي، وأنها ذبحت الخروف وأعدت الحلوى ودعت الأهل والأقارب والجيران بعد أن أبلغتهم بأنها أنجبت مولودا ذكرا. عناصر الشرطة، الذين نفذوا إنزالا سريا بالمنطقة للتأكد من صحته، فضلوا تأجيل عملية مداهمة مسكن المتهمة إلى صباح اليوم الموالي، حيث انتقل رجال الفرقة الأمنية إلى منزل المختطفة، وقاموا باصطحاب المتهمة رفقة المولود إلى مستشفى مولاي عبد الله لتبدأ عملية المواجهة واستخراج الحجج والقرائن. كان المولود يحمل «خالة» فوق عينه اليسرى، وهي نفس العلامة التي يحملها رضيع السيدة هناء المختطف، فتعرفت عليه الأم الضحية، كما أن هناء رفقة السيدة التي شاركتها نفس الغرفة يوم الاختطاف تعرفتا على ملامح المتهمة، وأكدتا أنها الفاعلة. استمر البحث عن الدلائل بينما ظلت المتهمة تصرخ وتنفي كل ادعاءات الشهود والقرائن، وتردد أن المولود ابنها من صلبها. ليتم عرض المرأة على طبيب مختص في أمراض الولادة والنساء بمستشفى مولاي عبد الله، فتبين بعد الفحص أنها لم يسبق لها أن أنجبت ولا وجود لأية أعراض حمل حديثة. عملية تمشيطية لغرف منزل المتهمة وفرت لعناصر الشرطة القضائية قرائن جديدة، تمثلت في الحقيبة التي كانت تحملها يوم الاختطاف، وكذا معطفها ومنديلها الأسودين اللذين كانت ترتديهما، إضافة إلى العثور على قميص للرضيع المختطف، كما حجزت عناصر الشرطة شهادة طبية محررة داخل مصحة خاصة بتاريخ 20 غشت 2004، تثبت أن السيدة مريضة، ولا يمكن أن تنجب لأن حملها سيتعرض دائما للإجهاض. تعددت القرائن أمام المتهمة التي لم تجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليها. اعتقلت المرأة ووضعت رفقة زوجها تحت الحراسة النظرية إلى حين استكمال البحث، والوصول إلى كل الخيوط المتعلقة بعملية الاختطاف بطرق مباشرة أو غير مباشرة، فزوجها ينفي أن تكون له علاقة بالموضوع، موضحا أنه كان يعلم أن زوجته حامل، وأنه خرج يوم الجمعة ما قبل الماضي إلى عمله بأحد مكاتب المكتب الوطني للكهرباء، وعند عودته وجد أنها أنجبت طفلا، تصريح الزوج (م.م) من مواليد سنة 1981 واجه معارضة من طرف المكلفين بالبحث في القضية، مستبعدين أن يكون الزوج غير متواطئ مع زوجته في عملية الاختطاف، أو على الأقل فهو يعلم بأن المولود ليس من صلب زوجته. الزوج غير معتقل حسب مصدر أمني وإنما هو تحت الحراسة النظرية خوفا على سلامته أولا، ورهن إشارة البحث ثانيا إلى أن تكتمل الرؤية بخصوص عملية الاختطاف، ليحال الملف على محكمة الاستئناف بالدار البيضاء.