تظاهر المئات من أنصار جماعة العدل والإحسان مساء أول أمس الثلاثاء على بعد حوالي 100 متر من مقر القنصلية الأمريكيةبالدارالبيضاء، احتجاجا على الحصار الذي تشنه القوات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين. وردد المتظاهرون، الذين تمت محاصرتهم بعناصر من التدخل السريع والقوات المساعدة لمنعهم من الاقتراب من مقر القنصلية، شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين العزل من قبيل: «يا حكام الهزيمة إلا عييتو اعطيو الشعب الكلمة»، كما استنكروا صمت الأنظمة العربية عما يجري. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت، فقد كان نصيبه من حنق المتظاهرين وافرا، حيث تم نعته بالملعون: «أولمرت يا ملعون فلسطين في العيون»، كما لم يجد المتظاهرون أي حرج في ترديد شعارات معادية لليهود: «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود»، والتي كانت غالبا ما تتسبب في شنآن بينهم وبين المتظاهرين اليساريين الذين يعتبرون مثل هذه الشعارات ذات طبيعة عنصرية. كما دعا المتظاهرون كلا من منظمة فتح وحماس إلى رص الصفوف وإلى الوحدة: «يا فتح يا حماس الوحدة هي الأساس». ورغم أن الوقفة شارك فيها فقط أعضاء الجماعة والمتعاطفون معها على مستوى مدينة الدارالبيضاء، فقد كان لافتا للانتباه تصدر الناطق الرسمي للجماعة، فتح الله أرسلان، للمتظاهرين وهو يحمل شمعة ويضع كوفية فلسطينية على كتفيه، حيث لم يخف اشمئزازه من موقف السلطات الأمنية التي منعت أنصار جماعته من الاقتراب من بناية القنصلية الأمريكية، وحاصرتهم بجانب لوحة إشهارية مطلة على تقاطعي شارعي مولاي يوسف والروداني. وعمد المتظاهرون، في نهاية الوقفة التي دامت زهاء ساعة، إلى حرق العلم الإسرائيلي أمام أعين رجال القوات المساعدة ومختلف المصالح الأمنية التي اكتفت بالتفرج على ما يحدث، بعد أن حاولت، عند انطلاق المسيرة، ثني أنصار الجماعة عن تنظيم الوقفة بدعوى أنها غير مرخص لها. كلمة مسؤول لجنة النصرة، التي أسستها الجماعة في السنوات الأخيرة، عبد الصمد فتحي، انصبت حول توجيه 3 رسائل، الأولى إلى المنتظم الدولي الذي يقف متفرجا على ما يحدث دون أن يحرك ساكنا، والثانية إلى أمريكا التي تبارك هذا العدوان، والثالثة إلى الحكام العرب خصوصا الذين استقبلوا بوش خلال جولته الأخيرة ورقصوا معه بالسيوف. وقال فتحي إن الهدف من تنظيم هذه الوقفة هو التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته، معتبرا في السياق ذاته أن الدم العربي والمسلم قد أصبح رخيصا إلى درجة أن كل هذه الجرائم التي ترتكب لا تستفز المنتظم الدولي، مشيرا إلى أن جماعته، من خلال هذه المبادرة، لم تخرج بطرا ولا رياء ولكن دفاعا عن المظلوم، حسب تعبيره، منتقدا الحصار الذي ضربته عناصر الأمن على المتظاهرين، مبرزا أنه رغم ما سماه بالجراح التي تعرضت لها جماعته، في إشارة إلى حملة المحاكمات التي تعرضت لها الجماعة ومنع مجالس النصيحة، فإنهم خرجوا في هذه الوقفة من أجل إسماع صوتهم، وتوجيه رسالة إلى أمريكا بالكف عن رعاية ودعم العدوان الإسرائيلي على فلسطين.