«غزة غزة رمز العزة»، كان هو الشعار المركزي الذي ردده عشرات الآلاف من المواطنين الذين خرجوا صبيحة أمس الأحد بالدار البيضاء في مسيرة تضامنية مع أهالي غزة ضد المجزرة الإسرائيلية. كما حمل المتظاهرون، الذين لبوا نداء تجمع اليسار وحركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان، لافتات كتبت عليها عبارات منددة بالعدوان الإسرائيلي وملصقات تحمل صور شهداء غزة. وعلى مدار المسيرة التي انطلقت من ساحة النصر بدرب عمر، زينت أعلام فلسطين وفنزويلا وصور تشافيز كرنفال هذه التظاهرة البيضاوية. كما تفنن عدد من المتظاهرين في إبداع أشكال تضامنية مختلفة تجسد مدى وحشية الجيش الإسرائيلي، في حين اختار البعض الآخر حمل ملصقات كتبت عليها عبارات شهيرة لهتلر يقول فيها إنه كان بإمكانه أن يبيد اليهود كلهم لو أراد. حالة التجاذب والتقاطب بين قوى اليسار والإسلاميين ألقت بظلالها على لحظة انطلاق المسيرة، لكنها سرعان ما اختفت بعد أن أصبح للمسيرة أكثر من رأس. الإسلاميون استهلوا المسيرة بقراءة الفاتحة على شهداء غزة، في حين استهجن هذا الموقف عدد من مناضلي قوى اليسار الذين ردوا بشعار «فلسطين قضية ما شي حملة انتخابية». قادة الحركة الإسلامية تصدروا هذه المسيرة، حيث سار كل من سعد الدين العثماني، القيادي في العدالة والتنمية، وفتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم العدل والإحسان، وعدد من أعضاء مجلس إرشاد الجماعة. كما سار الناشط اليهودي المغربي سيون أسيدون ضمن مسيرة الإسلاميين، حيث لوحظ وهو يسير إلى جانب المتظاهرين الإسلاميين يردد نفس الشعارات التي تدين إسرائيل والحركة الصهيونية. ومن جهة أخرى، أمهلت الفصائل الفلسطينية إسرائيل أسبوعًا للانسحاب من قطاع غزة. وقال بيان للفصائل تلاه موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عبر التلفزيون السوري أمس: «إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر ثلاثة أسابيع فشل بفرض شروطه على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني». وأضاف البيان: «أن الفصائل تؤكد على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال أسبوع مع فتح جميع المعابر والممرات لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات اللازمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وأكد أن الفصائل الفلسطينية مستعدة للتجاوب مع أي جهود وخاصة الجهود المصرية والتركية والسورية والقطرية للوصول إلى اتفاق لرفع الحصار بشكل نهائي وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح.