واصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين التدفق من قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا إلى مصر لشراء مواد غذائية حسبما ذكر شهود عيان، واكتسى المرور طابعا رسميا وقانونيا بعد إعلان الرئيس حسني مبارك السماح لفلسطينيي غزة بالحصول على حاجياتهم من الأراضي المصرية، في نفس الوقت تصاعدت تحذيرات وتهديدات تل أبيب وواشنطن لمصر حيث طالباها بإعادة إغلاق الحدود. وأوضح الشهود أن المواد والبضائع نفذت من بعض المحال التجارية المصرية بسبب الاندفاع غير المسبوق لعملية الشراء من قبل الفلسطينيين. وموازاة مع ما يشهده الفلسطينيون من تجويع وتقتيل، شهدت العديد من المدن المغربية وقفات احتجاجية عارمة على مدار هذا الأسبوع، كما نددت وزارة الخارجية المغربية بالأحداث الدامية بقطاع غزة . وجاء في طلب إحاطة تقدم به رضى بن خلدون عن فريق العدالة والتنمية، أن الشعب المغربي كان ولا يزال في طليعة الشعوب العربية الإسلامية التي تعبر عن تضامنها ونصرتها للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية مركزية، غير أن الحكومة المغربية صامتة وتتلكأ في التعبير عن واجب التضامن مع الشعب الفلسطيني، وما يتضمنه من إدانة صريحة، وباستثناء تصريح محتشم لوزير الشؤون الخارجية والتعاون .وطالب بنخلدون أن تواكب الحكومة نبض الشارع المغربي الذي عبر عن عمق تعاطفه مع مأساة الفلسطينيين عبر الوقفات الاحتجاجية . من جانب آخر، نظم مئات المواطنين في منطقة الريصاني إقليمالرشيدية الثلاثاء 23 يناير 2008، تظاهرة احتجاجية على الحصار المضروب على الفلسطنين بقطاع غزة، حيث تجمع المصلون بشكل تلقائي بعد صلاة المغرب أمام المسجد الكبير وبدؤوا يرددون شعارات، ثم انطلقوا في مسيرة شعبية عبر الشارع الرئيسي بالمدينة، ورفعوا خلالها أعلام حماس، كما نددوا بالصمت العربي الرسمي وطالبوا الأنظمة العربية بالتدخل لفك الحصار وتقديم المساعدة للفلسطنيين، وفي الأخير تقدمت بعض الفعاليات من الحركة الإسلامية بالمنطقة متمثلة في حركة النوحيد والإصلاح وحركة العدل والإحسان، بكلمات منددة للعدوان الهمجي، وعرفت مدينة البيضاء في الوقت ذاته ثلات وقفات متوازية، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية بعد صلاة المغرب مباشرة، بسيدي مومن الذي حضرها ما يناهز 1000 مواطن حملوا الأعلام الفلسطينية وأشعلوا الشموع ولافتات تطالب بفك الحصار على غزة، وبحي الادريسية عمالة الفداء درب السلطان، تم جماعة عمالة بن مسيك . وعرفت مدينة خريبكة وقفة احتجاجية حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني الجريح الذي ما زال يقبع تحت سوط الحصار الغاشم، حيث شهدت تنظيما ناجحا على مستوى الضبط والتنظيم واللافتات والأعلام المغربية والفلسطينية وصور الشهداء تتقدمهم صور الشيخ احمد ياسين والشيخ الرنتيسي. وردد المتظاهرون خلالها شعارات منددة بالحصار الجائر مع دعوة الزعماء العرب لتحمل المسؤولية التاريخية لإنقاذ قطاع غزة وفك طوق العزلة على المقاومة الفلسطينية، واختتمت التظاهرة بقراءة البيان الموقع من طرف فرع حركة التوحيد والإصلاح والمكتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية والمكتب الإقليمي للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب وشبيبة العدالة والتنمية ومنظمة التجديد الطلابي. وفي السياق ذاته أدان المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد في بيان له توصلت التجديد بنسخة منه همجية مجرمي الحرب الصهاينة التي تكشف الطابع الإرهابي والعنصري للكيان الصهيوني واستقبال النظام الرسمي العربي للرئيس الأمريكي بوش، صاحب الضوء الأخضر لبدء هذه المجزرة وتوفير الدعم السياسي لها . وينتظر أن تنظم الحركات الإسلامية اليوم الجمعة بالدار البيضاء، مباشرة بعد صلاة الجمعة، وقفة احتجاجية تضامنية مع الشعب الفلسطيني في مقاومته البطولية ضد العدوان الصهيوني، وفي الوقت ذاته ستنظم حركة الإصلاح والتوحيد، وقفة احتجاجية موازية في مدينة الناضور، وأخرى بتطوان ستنظمها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة و التنمية بساحة مولاي المهدي. كما ينتظر أن ينظم المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الأحد المقبل 27 يناير على الساعة التاسعة صباحا، بالدار البيضاء، تنطلق من ساحة 20 غشت بجانب مقر الكونفديرالية . ودعت مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين بمراكش المواطنين للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية ضد الجرائم المرتكبة من طرف الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وذلك يوم السبت 26يناير 2008 على الساعة الخامسة مساء بساحة الكتبية.وعلمت التجديد أن عدة لقاءات تنسيقية بين هيئات مدينة وسياسية ونقابية عقدت على طول الأسبوع للتحضير لهذه الوقفة، ومن الهيئات المشاركة في التنسيقية حركة التوحيد والإصلاح، وجماعة العدل والإحسان والحركة من أجل الأمة، والعدالة والتنمية والنهج الديمقراطي والحزب الاشتراكي الموحد، فيما غاب عن لقاءات التنسيقية عدة أحزاب أخرى بالرغم من الدعوات الموجهة إليهم في حين ينتظر التحاقهم أثناء الوقفة.