- لماذا الإعلان عن تشكيل «حركة لكل الديمقراطيين» في هذا التوقيت؟ < ليس في التوقيت أي قصد لذاته. لقد انطلقت النقاشات بين المشاركين منذ مدة، ونضجت في المرحلة الأخيرة في ظل وعي حاد بضرورة التعبير عن روحها حتى وهي في طور المخاض. وربما كان في ذلك احترام، من طرف المشاركين لكل من يهمه أمر الشأن العام ووضع المواطنين ومصير الوطن. فالأمر يتعلق بصيرورة نعتبر أنفسنا جزءا منها، كما نعتبر أن لكل الديمقراطيين الحق في إغنائها أو مرافقتها أو المساهمة فيها، مع الحفاظ على انتمائه الحزبي أو الجمعوي أو الثقافي... حتى ولو لم يشارك في انطلاقها. أما التزامن مع أجندات أخرى فليس مقصودا، والكل يعلم بأن السياقات المتنوعة قد يغذي بعضها بعضا. - ما هي طبيعة هذه الحركة؟ وما هي الأهداف من ورائها، خاصة أن المنخرطين فيها مستقلون ومتحزبون؟ < الحركة التي نستشعر ضرورة انطلاقها، كما جاء في البلاغ، هي حركة لكل الديمقراطيين المغاربة، وهي بالأساس لحظة وعي بالتحديات التي على بلادنا مواجهتها، مع التأكيد على دور النخب بكل مشاربها ومواقعها على الخارطة المغربية، وهي كذلك التزام بحيوية رد الاعتبار لنبل العمل السياسي والانخراط في الشأن العام. النقاشات التي سبقت البلاغ هي نقاشات تتعمق وتتوسع باطراد، وقد عرفت مشاركة فعاليات من آفاق سياسية وثقافية وجمعوية ومهنية متعددة. والمهم في الأمر أن الانتماء إلى هذا المشروع في تشكله لا يلغي ولا يمس في شيء الانتماءات السابقة، وربما كان في ذلك بعض قوته. ومن دون شك، فقد لاحظ قراء البلاغ هذا التعدد، وهو ما سيتعمق بالتأكيد مع تصاعد التفاعل الإيجابي مع البلاغ. - هل نتوقع أن تكون هذه الحركة مقدمة لتأسيس حزب سياسي؟ < ليس في نية المشاركين الإقدام على مثل هذه الخطوة. المهم اليوم هو أن تحدث الصحوة الضرورية، كما جاء في البلاغ، لتحصين مكاسب المغرب وإنجازاته في مجال الديمقراطية والتحديث، المهم هو المساهمة بأساليب تُبتدع في تأطير المواطنين وتعبئتهم وإشراكهم في صياغة حاضرهم ومستقبلهم، المهم هو الانخراط الجماعي في مبادرة وطنية مفتوحة تعتمد خطاب الواقعية وسياسة القرب من المواطنين، وتعبيء كل الديمقراطيين مهما اختلفت انتماءاتهم ومشاربهم السياسية، المهم هو أن يعود المواطن لتبوأ مكانته في قلب المعادلة السياسية، المهم هو أن نستطيع جميعا، مجتمعا ودولة، أن نتعبأ من أجل جيل جديد من الإصلاحات، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار. * عضو الهاكا ومن الموقعين على بيان «حركة لكل الديمقراطيين»