فاس المساء علم من مصدر جمعوي بأنه تم تشخيص 28 حالة إصابة بداء السيدا بمدينة فاس. وأشار المصدر إلى أن الحالة ال28 تم اكتشافها بعد تحليلات أجريت لسيدة تنحدر من حي «عوينات الحجاج»، وهو من الأحياء الشعبية الهامشية الأكثر كثافة سكانية بالمدينة. ويعرف الحي لدى أهل فاس بكونه مرتعا لجميع أشكال الانحراف والتطرف. ومنه ينحدر كذلك عدد من المعتقلين المتهمين بالانتماء إلى ما يعرف بالسلفية الجهادية. ولا يستبعد المصدر أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، نظرا إلى أن المصابين أكدوا أنهم مارسوا الجنس مع عدد كبير من الأشخاص. وقدر المصدر عدد المصابين المفترضين ب2800 مصاب، موضحا أن الجمعيات المتخصصة تقوم بضرب عدد الحالات المشخصة في 100، وذلك لأن الفرد الواحد من بين مائة مصاب هو فقط من يقوم بالفحص. وذكر المصدر، الذي يشتغل في إطار فرع المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا بفاس، أن عمليات التحسيس التي يتم اعتمادها تستهدف بالأساس التلاميذ في المؤسسات التعليمية. كما أورد أن التحسيس يركز بالأساس على التعريف بسبل الوقاية، ومنها استعمال العازل الطبي. وفي السياق ذاته، عبر المصدر عن توجسه من احتمال انتشار هذا الداء في الأحياء القديمة بفاس، وذلك بسبب التأثيرات السلبية للسياحة. وأضاف أن الأحياء الشعبية الهامشية بدورها مهددة بهذا الانتشار، بسبب عامل الأمية وتفشي الدعارة واستهلاك المخدرات بجميع أشكالها. وفي مقابل تفشي الداء في فاس، سجل مصطفى يمين، رئيس جمعية محاربة السيدا (فرع فاس)، أن جهة تازةالحسيمة تاونات لا تعرف إلا حالات قليلة من الإصابة بداء فقدان المناعة. وقال، في تصريح صحفي، إن الجهات التي تكثر فيها الإصابات بداء السيدا هي المناطق المنفتحة وذات النشاط الاقتصادي «المزدهر». أما جهة تازةالحسيمة تاونات، فقد صنفها هذا الجمعوي ضمن المناطق المغلقة وضعيفة النشاط الاقتصادي. وكشف أن جمعيته أجرت تحاليل مجانية لما يقارب 476 حالة بهذه الجهة دون تسجيل أية إصابة. وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الإصابات بهذا الداء في المغرب تتراوح ما بين 16 و20 ألف حالة. وتأتي كل من مدن أكادير ومراكش والدار البيضاء في مقدمة المناطق التي يضربها هذا الداء. ويتخوف من أن تنضم فاس إلى هذه المدن، بسبب السياحة والدعارة وتفشي الأمية واستهلاك المخدرات في أوساط الشباب في الأحياء الهامشية وفي المدينة القديمة.