- ما تعليقك على الظروف التي مر منها المجلس الوطني الأخير للاتحاد والقرارات التي صدرت عنه؟ < أعتبر أن المجلس الوطني الأخير مجلس تاريخي في حياة الاتحاد الاشتراكي، إذ لم يحدث منذ سنوات أن طرحت في المجلس قضايا وإشكاليات سياسية وتنظيمية وفكرية بالحدة والجرأة والمسؤولية اللازمة كتلك التي طرحت بها في المجلس الأخير. الاتحاديون تحدثوا بدون أي مركب نقص وبدون طابوهات عن جميع الإشكاليات، خاصة أن الخطاب الرسمي الذي كان سائدا داخل الحزب كان يتحايل على طرح الإشكاليات الحقيقية، ويردد خطابا خشبيا حول القضايا العميقة للحزب، ولذلك فإن روح المداولات في المجلس ستشكل نقطة مفصلية في تاريخ الحزب، وكل القضايا التي طرحت وطريقة معالجتنا لها هي التي ستشكل نقطة مفصلية، إما بإحداث تغيير شامل داخل الاتحاد أو إن أخطأنا هذا المنعطف نحو التحول الخلاق فمعنى ذلك أن الاتحاد كحامل لمشروع وقضية سنقرأ عليه الفاتحة. - ما رأيك في ما كشف عنه اليازغي من أسرار تشكيل الحكومة، خاصة حديثه عن أن الملك هو الذي رفض تولي فتح الله ولعلو حقيبة المالية، وأن المكتب السياسي كان على علم بكل تفاصيل المفاوضات باستثناء الأسماء الاتحادية المقترحة للاستوزار؟ < أعتقد أن ما قاله اليازغي كان في جزء منه عبارة عن تأويل لوقائع وأحداث بشأن التفاوض الحكومي، وأعتقد أيضا أن اليازغي كان في موقع دفاعي، وكان مضطرا للكشف عن مجموعة من الحقائق. وبالنسبة لي فإن هذه رواية اليازغي للأحداث وللوقائع، وطبعا نحتاج لروايات أخرى لما وقع من داخل المكتب السياسي، من أجل أن تكتمل الصورة بخصوص مجريات التفاوض حول مقاعد الحكومة. - اتضح من خلال النقاش داخل المجلس الوطني أن الأصوات التي تطالب بالعودة إلى المعارضة تمثل أقلية في المجلس، ما تعليقك؟ < ما عشته داخل المجلس الوطني يؤكد أن الأصوات التي طالبت باستشراف النتائج السياسية والتنظيمية المترتبة عن تقرير تقييم نتائج الانتخابات كانت هي الأصوات الغالبة، وهذا له معناه السياسي الواضح. وما دار داخل المجلس جعلني مقتنعا بأن الاتحاديين يعتبرون أن تغيير الخط السياسي مرتبط بالمؤتمر الذي ينتظر أن يفتح نقاشا سياسيا عاما حول المرحلة ووظيفة الحزب، وهذا النقاش يحتاج لتوافق مختلف الاتحاديين على إعادة تشخيص طبيعة المرحلة، فهناك من جهة إحساس بضرورة تغيير الخط السياسي، ومن جهة أخرى هناك تخوف لدى الاتحاديين من أن يكون تغيير الخط السياسي مرهونا باستراتيجيات فردية وردود فعل ظرفية، فالخط السياسي لا يمكن أن يغيره أحد فقط لأنه فشل في الانتخابات كما لا يمكن أن يغيره أحد فقط لأنه فشل في الاستوزار. بل الخط السياسي يجب أن يكون حصيلة الإرادات الاتحادية بعد نقاش واسع يضم جميع الاتحاديين بمن فيهم الذين غادروا الحزب. * عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي