محمد سليكي وضعت تقارير دولية، من بينها تقرير لمكتب مكافحة المخدرات بالأمم المتحدة، المغرب في طليعة دول غرب إفريقيا التي عرف فيها معدل مصادرة المخدرات القوية تصاعدا ملحوظا خلال العام المنصرم. واعتبرت تلك التقارير أن المنطقتان الجنوبية والشمالية للمغرب أضحتا معبرين رئيسيين لكبار العصابات الدولية المتخصصة في الاتجار الواسع في المخدرات وتهريب البشر بعدما نجحت في تأسيس شبكات محلية تسند أعمالها المحظورة. وفي الوقت الذي بلغت فيه الكميات المحجوزة من الكواكيين بالمغرب ما بين 2005 و2006 نحو 1242 كيلوغراما، تشير التقديرات إلى أن 2007 عرفت مصادرة نحو 300 كيلوغرام من هذا المخدر، من بينها 103 كليوغرامات ضبطتها المنطقة الأمنية بمطار محمد الخامس الدولي. وحسب معطيات توصلت إليها «المساء»، فإن إحدى وعشرين عصابة دولية للاتجار في المخدرات سقطت في يد العدالة، إثر محاولات فاشلة منها لتهريب مئات الكيلوغرامات من الكوكايين القادمة أمريكا الجنوبية اتجاه أوربا. وتشير التقارير إلى أن الأفارقة يحتلون الصف الأول من بين الأفراد والجماعات الحاملين لجنسيات أمريكية وأوربية وآسيوية المتورطين في تهريب الكوكايين عبر المغرب. وفي هذا الإطار، تمكنت المنطقة الأمنية بمطار محمد الخامس الدولي لوحدها من اعتقال 84 مهربا لحيازتهم مخدر الكوكايين، كشفت التحريات أنهم يحملون في الغالب الجنسية النيجيرية قادمين من أبيدجان في اتجاه مدريد أو برشلونة. ووفق الأبحاث التي قامت بها إدارة الأمن الوطني، فإن الشبكات الدولية المتورطة في الاتجار في المخدرات القوية، تعمد إلى تسخير مهربين من إفريقيا جنوب الصحراء، بوثائق هوية مزورة لتضليل المحققين وإبعادهم عن الرؤوس الكبرى. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن السلطات الأمنية غالبا ما تصطدم بحيل متطورة لتهريب الكوكايين، لجأ إليها نحو سبعين في المائة من647 أجنبيا أغلبهم من إفريقيا، اعتقلوا بمطار محمد الخامس لدى محاولاتهم التوغل إلى التراب الوطني بوثائق إدارية مزورة من قبيل جوازات السفر والتأشيرات وأوراق الإقامة بالدول الأوربية. وبرز من خلال المعطيات المتوفرة أن عددا من عصابات الاتجار الدولي في المخدرات، التي من بينها الكوكايين والهروين، تعتمد بشكل كبير على «زودياكات متطورة» وطائرات صغيرة لاختراق الأجواء المغربية والمياه الإقليمية للمملكة محملة بالأطنان من المخدرات. جدير بالذكر أن العام المنصرم تميز بحجز 18 كليوغراما من الكوكايين بحوزة عصابة الموريتاني ولد هيدالة و20 كيلوغراما بالناظور لدى عصابة دولية، وسقوط نحو 5 طائرات صغيرة، 3 منها بجهة الغرب، يرجح استغلالها من قبل شبكات تهريب مخدرات دولية.