حسن البصري يعيش فريق الاتحاد البيضاوي العريق حالة من الاختناق مما يهدد وجوده ويؤشر على عودته إلى قسم الهواة، واضطر المكتب المسير للفريق إلى عقد سلسلة من الاجتماعات مع منخرطي النادي بغية الاتفاق على حلول تنتشل «الطاس» من الأزمة الخانقة التي تجثم عليه. ومن تجليات الأزمة الصراع الدائر على مستوى المكتب المسير إذ اختار مجموعة من الأعضاء ترك جمل الاتحاد بما حمل، مما خلق نوعا من التمزق داخل كيان فريق أحوج في الظرف الراهن إلى التآلف للوقوف في وجه الأزمات. وقال رئيس النادي عبد الرحمن موطيب في اجتماع طارئ مع ما تبقى من أعضاء المكتب المسير ومجموعة من المنخرطين، إن الوضع الراهن يهدد بقاء الاتحاد البيضاوي العريق ويضرب في العمق ذاكرة الحي المحمدي، ودعا إلى خلق لجنة لربط الاتصال بعامل عمالة الحي المحمدي عين السبع حتى يطلع على الوضع الراهن للفريق والمشاكل التي تعصف به أملا في تدخل السلطات لإعادة الأمور إلى نصابها، واقترح مجموعة من المنخرطين دعوة الجماهير بالحي المحمدي للتصدي الفوري لممارسات حارس المركب الرياضي العربي الزاولي الذي ساهم على حد تعبير المكتب المسير في انهزام شبان الفريق باعتذار أمام حسنية أكادير بعد أن رفض وضع الخطوط على أرضية الملعب رغم توفير المسيرين للصباغة. وطرح خلال الاجتماع مشكل النقل وطالب الحاضرون بتوضيح المشكل للجماهير خاصة وأن مقاطعة عين السبع التي اعتادت إعطاء الأسبقية للاتحاد البيضاوي كلما تعلق الأمر بسفريات الفريق، بدأت مؤخرا تخلق مجموعة من المبررات لرفع معاناة النادي والإجهاز على تركيز مكونات الفريق. واتهم الجميع العضو كريمو الذي أكد لهم أن الحافلة في حالة ميكانيكية سيئة قبيل سفر الفريق إلى مدينة سلا، وأنها بلا فرامل وقال أحد المنخرطين متسائلا كيف نصدق أن الحافلة التي تفتقد للفراملة كانت تجوب شوارع الحي المحمدي في نفس اليوم. وقال كريمو ل»المساء» إن هزائم الفريق لايمكن أن نمسحها في حارس الملعب أو حالة الحافلة، لأن الحارس لا يشارك في المباريات كما أن الحافلة ليست ملكا للفريق ورئيس الجماعة هو المسؤول عن ممتلكات المقاطعة وليس كريمو أو غيره. ومن تداعيات هذه الأزمة استقالة المدرب مصطفى الشريف الذي أكد في اتصال هاتفي مع «المساء» أن ظروفا قاهرة حالت دون استمراره في تدريب فريق الحي المحمدي، وأنه قرر الاستقالة حفاظا على علاقته مع جمهور الاتحاد البيضاوي الذي يقدره ولكل الأعضاء الذين يملكون غيرة على الفريق. ولم تتوقف الاستقالات عند هذا الحد بل إن عبد اللطيف حرشيش نائب الرئيس بادر بدوره إلى الاستقالة التي توصلت بها «المساء»، والتي حملت تنويها بالعمل الجبار الذي قام به المكتب المسير وتضحيات جميع الأعضاء، وجاء في رسالة الاستقالة الموجهة للرئيس بأن ظروفا عائلية محظة وإكراهات مرتبطة بها وراء القرار، وتمنى حرشيش للمكتب المسير التوفيق في مهامه خدمة للاتحاد البيضاوي. وقال أحد اللاعبين القدامى إنه في الوقت الذي ينكب فيه ملك البلاد على دراسة وضعية كريان سنطرال والبحث عن السبل الكفيلة لإنقاذ ساكنة المنطقة من الضياع، فإن الاتحاد البيضاوي يعيش حربا أهلية بين مكوناته.