حسن البصري: حملت إلينا ريح ورديغة نبأ إقالة فرانسوا براتشي مدرب أولمبيك خريبكة مقرونا بعبارة «خبرعاجل»، لم يفهم المدرب الفرنسي دواعي القرار الذي اتخذه أربعة أعضاء نيابة عن 23 عضوا سمعوا النبأ عبر راديو المدينة. لايهم مبرر إقالة المدرب براتشي الذي أدانه مسؤولو «لوصيكا» بتهمة ضعف الشخصية وعدم القدرة على إلجام تصرفات اللاعبين المنفلتة، وعلى سن قانون مستوحى من الثكنات العسكرية التي تحول المدرب إلى جينرال واللاعبين إلى مجرد عساكر من الدرجة الثالثة، ولاتهم أسباب نزول قرار قيل إنه جاء لإنهاء التسيب الذي جعل الجنود يحكمون الجنيرالات، لكن مايهم أكثر هو إصرار فريق ظل مرادفا للاستقرار حريصا على عدم استبدال مدربيه ومسييريه وعاداته مؤمنا بمقولة « مائة تخميمة وتخميمة ولا ضربة بالمقص» على إبعاد مدرب يحتل رتبة متقدمة إلا إذا اقترف فعلا أغضب الأربعة الكبار داخل المكتب المسير للأولمبيك. في مدينة خريبكة نادرا ما يقال مدرب يحتل فريقه الصفوف الأمامية، إلا بمشيئة مسير لايفرق بين مدرب ومستخدم في إحدى المراكز المنجمية، فحين تلقى فرانسوا مكالمة هاتفية تحمل خبرالإقالة تبين أن هدية رأس السنة الميلادية لها طعم آخر. ذكرتني إقالة براتشي بحكاية المدرب السابق للرجاء البيضاوي ألكسندر مولدوفان، الذي أبعد من منصبه بالرغم من احتلال فريقه للمرتبة الأولى بفارق ست نقط عن أقرب مطارد، وحين طلب توضيجات في الموضوع قيل له إن أسلوبك عقيم وأن انتصاراتك بلا طعم ولا رائحة لأنها تفتقد للتوابل، فالجمهور يحن للمراوغات وللقناطر الصغيرة ولخد وهات ولكل الفنيات التي تحيل المتفرجين إلى سكارى وماهم بسكارى، حزم الرجل حقائبه وقرر الاعتكاف بعيدا عن الكرة بحثا عن حلول للغز استعصى فكه. لكن أكثر القرارات سخرية هي التي أصدرها المكتب المسير للرجاء في حق مدرب برازيلي يدعى فييرا، فالرجل أقيل من منصبه مباشرة بعد انتهاء الدورة الأولى من البطولة لمجرد هزيمة أمام شباب المحمدية، وحين سأل الصحافيون مسيرا سعيدا بالإقالة ردد على مسامع الزملاء لازمة « النهار الأول يموت المش»، حينها آمنت بأن المدربين في نظر المسيرين قطط وأن المسيرين في اعتقاد المدربين فئران، ومنذ ذلك الحين فهمت سر لعبة القط والفأر بين الطرفين. لم تقتصر غارات المسيرين على هؤلاء المدربين الأجانب بل إن العدوان الغاشم استهدف المهدي فاريا بكل مايحمله من رصيد تاريخي، فاعتناقه للديانة الإسلامية واختياره الاستقرار في المغرب لم يشفعا له، فالرجل يتلقى راتبا شهريا أقرب إلى الحد الأدنى للأجور يكفي بالكاد لبقائه على قيد الحياة، فيما يقف فاريا في طابور الوكالات البريدية على رأس كل شهر أملا في وصول حوالة من ابنه المقيم في كندا في مشهد يثير الشفقة حقا. هدية عيد رأس السنة الميلادية كانت أيضا من نصيب مدرب المغرب التطواني المحظور باتريس نوفو الذي شرب كؤوس العلقم حد الثمالة، واختار قضاء ليلة رأس السنة في تحرير شكاويه إلى بلاتير، بعد أن تلقى هدية من جامعة الكرة عليها عبارة كل عام وأنت بضيم. أما مدرب الدفاع الحسني الجديدي كريستيان لونغ فتوصل بدوره بهدية السنة الجديدة مباشرة بعد خسارة فريقه أمام الرجاء البيضاوي، حيث طالبه أحد المسيرين بتبرير الهزيمة فشعر المدرب بأن العتاب ممزوج بتجباد الودنين، حينها انتفض لونغ وقال لأحد المسرين إن العتاب ممكن إذا كان الفريق يحتل مراتب متأخرة لكنه غير مقبول والفريق يحتل الصف الأول إلا إذا كان المسؤولون يطالبونه باحتلال الصف الصفر.