دعا العشرات من منكوبي الفيضانات في جهة الغرب الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، إلى فتح تحقيق عاجل حول الاختلاسات التي طالت حصص الإعانات العمومية الموجهة إليهم، وطغيان الحسابات السياسية الضيقة على عملية توزيعها، مطالبين بمتابعة كل من ثبت تورطه في نهب المال العام. وكشف المتضررون، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، أنهم فوجئوا بتدخل أعضاء من المجلس القروي في جماعة المكرن، إقليمالقنيطرة، وأعوان سلطة، ونواب سلاليين، في عملية توزيع الدعم المخصص لسكان قرية «اطناجة ازعيترات»، وعمدوا إلى منح حصص من الإعانة لأنصارهم والموالين لهم. وأضاف موقعو الرسالة أن أسماء غريبة عن المنطقة استفادت هي الأخرى من هذا الدعم، بعضها يقطن بمدينة الدارالبيضاء، وآخرون غير متزوجين، وقاصر بصفته ابن شيخ قبيلة، وأبناء نواب بعض الجماعات، إضافة إلى استفادة عون سلطة من العملية أربع مرات، قبل أن ينكشف أمره في المرة الخامسة، دون أن تتخذ في حقه الإجراءات اللازمة. وهدد ضحايا الفيضانات، المقصيون من الإعانات، وبينهم أرامل وأيتام معوزون، بخوض أشكال احتجاجية سلمية لتمكينهم من استرجاع حقهم في الإعانة، وتقديم المختلسين للعدالة، وعدم التساهل معهم، سيما وأن عملية نهب الإعانات، يضيف المنكوبون، وقعت كذلك في السنة المنصرمة، وتحت أنظار أعوان السلطة، في غياب أي تحرك من أجل فتح تحقيق مع من يقفون وراءها. وعلى صعيد آخر، شرع العديد من لاجئي مخيمات المنكوبين في مغادرة أماكن ترحيلهم في اتجاه منازلهم، بعدما انخفض منسوب المياه التي كانت تغمر دواويرهم وقراهم. وقال مصدر مسؤول إنه سمح للعشرات من النازحين بالرجوع إلى مساكنهم، بناء على تقارير ميدانية تفيد بعدم وجود أي أخطار قد تهدد حياتهم وحياة رؤوس أغنامهم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مآوي ضحايا الفيضانات ستظل مشيدة. كما أن جميع وحدات الإنقاذ التابعة لمختلف الأجهزة والمصالح ستبقى في حالة استنفار قصوى، إلى غاية استقرار أحوال الجو، تحسبا لأي طارئ محتمل. وفي موضوع ذي صلة، حذر مختصون من وقوع كارثة بيئية خطيرة بسبب الفيضانات في منطقة الغرب في حالة عدم اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للتقليل من آثارها. وقال عبد الكريم النعمان، خبير فلاحي، ورئيس مؤسسة «نالسيا» للتنمية الفلاحية، إن الجهات المسؤولة تغفل خطورة هذه الكارثة على النباتات بفعل «الخنق» الذي تعاني منه بعض أنواع هذه النباتات، المغمورة بالمياه، مما يؤدي إلى موتها، وتلف محاصيل العديد من الأشجار المثمرة، إضافة إلى أن السيول الجارفة تقضي بشكل كبير على أنواع من الحيوانات الأليفة، والحشرات، كالديدان، التي تلعب دورا كبيرا في تخصيب التربة، كما أن الفيضانات تلحق خسائر كبيرة بالأراضي الفلاحية بسبب انجراف التربة الصالحة للزراعة وتعريتها. وشدد النعمان على ضرورة بناء سد ذكي على منابع وادي بهت، وصيانة السواقي، وتصريف المياه إلى الأودية، وإنجاز دراسة علمية جديدة لسهل الغرب، وتشييد سدود تلية في مقدمة جبال الريف، لتدعيم كل من سد الوحدة وإدريس الأول والقنصرة.