حاصر مئات المواطنين، ظهر الجمعة الماضي، سيارة كانت محملة بالإعانات المخصصة لمنكوبي الفيضانات، بقيادة المختار جماعة سيدي الكامل إقليمسيدي قاسم، كانت متوجهة إلى جهة، قالوا إنها مجهولة، حيث شهدت المنطقة غليانا شعبيا، رددت خلاله شعارات اتهمت رئيس الجماعة بالتلاعب بالمساعدات الإنسانية، مما أعاد إلى الأذهان الأحداث التي عرفتها منطقة الخنيشات شهر فبراير الماضي. وكاد هذا التوتر الذي عرفته المنطقة أن يتحول إلى مصادمات ومواجهات بين المواطنين وعناصر القوات العمومية، المكونة من رجال الدرك الملكي وأفراد القوات المساعدات، التي هرعت إلى عين المكان، بعدما حاولت فك الحصار عن السيارة المذكورة، حيث حصل تدافع واحتكاك بين المحتجين وقوات الأمن، دون أن يخلف ذلك أي إصابات بين الطرفين. وإثر هذه الأحداث، حل بجماعة سيدي الكامل كل من رئيس قسم الشؤون العامة بعمالة سيدي قاسم، ورئيس الدائرة، إضافة إلى مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى الذين باشروا مفاوضاتهم واتصالاتهم لإخماد نار الانتفاضة، وتجنيب المنطقة ما وقع بالخنيشات، خاصة أن أغلب المحتجين أعلنوا عن سخطهم وتذمرهم واستيائهم من الطريقة التي يتم بها توزيع الدعم المخصص لهم. وكشف شهود عيان، في تصرحات متفرقة ل»لمساء»، أن أزيد من 700 مواطن اضطروا إلى توقيف السيارة، نوع مرسيدس 207، بيضاء اللون، ذات الترقيم 50-أ-6992، بدوار المواغر، ومنعوها من مواصلة سيرها في اتجاه جماعة سيدي علال التازي، بعدما لاحظوا بأنها قامت بشحن المساعدات، التي من المفروض أن يتوصلوا بها، من مقر جماعة سيدي الكامل، تحت إشراف رئيس الجماعة نفسها، فقاموا باعتراض سبيلها، بعد ابتعادها بنحو 800 متر عن مقر الجماعة، وأرغموا سائقها، الذي كان برفقته عون سلطة ينحدر من جماعة دار الكداري، على عدم تشغيل محرك السيارة إلى حين حضور رجال الدرك الملكي. ونجح المسؤولون في تهدئة الأوضاع، وإطفاء غضب المتظاهرين، الذين أعطيت لهم وعود بفتح تحقيق في الموضوع، حيث قاموا، تحت حراسة أمنية مشددة، بتفريغ السيارة من حمولتها، وإعادة تخزينها بمقر قيادة المختار بدل مقر الجماعة التي شحنت منها، دون تحرير أي محضر، وفق مصدر موثوق. هذا، وأفاد محمد الشويني، العضو الاستقلالي بجماعة سيدي الكامل، في حديث له مع «المساء»، أن الإعانات التي تم ضبطها بالسيارة المذكورة، تتعلق بدعم تقدمه مؤسسة الهلال الأحمر المغربي لمنكوبي الفيضانات، وتتعلق ب103 كولية تضم ملابس وأكياس طحين وسكر، مشيرا إلى أنه حاول إشعار الكاتب العام لعمالة سيدي قاسم بهذه الواقعة قصد التدخل العاجل، لكنه كان في اجتماع، وأضاف قائلا إن بعض المسؤولين الذين حضروا إلى عين المكان، نفوا علم سلطات العمالة بعملية توزيع الإعانات هذه، وأكدوا على عدم وجود أي ارتباط بها. بالمقابل، فند محمد الحراتي، رئيس جماعة سيدي الكامل، في اتصال هاتفي مع «المساء»، كل الادعاءات والاتهامات التي وجهت إليه، وقال إن هناك جهات خفية تحركها دواع انتخابية محضة، تحاول الإساءة إليه، لتحقيق مآرب خاصة، رافضا الحديث عن وجود تلاعبات بمساعدات المنكوبين بجماعته. وأوضح الحراتي أن إعانات الهلال الأحمر التي تمت محاصرتها كانت موجهة لسكان منطقة الرميلة في إطار الحصص المخصصة لهم، مؤكدا بأن قائد المنطقة هو نفسه أشرف على شحنها بالسيارة، التي تم الاستعانة بها لها الغرض.