بالتزامن مع تقديم الوصلة الإشهارية للمسلسل الهندي الذي خاضت القناة دبلجته إلى الدارجة المغربية، تؤكد الأخبار الآتية من الجهة المكلفة بهذه العملية على الشروط التي تنتج فيها المسلسلات في حلتها المغربية. وبشكل مثير للاستغراب، ذكرت مصادر أن الشركة المكلفة بالدبلجة وضعت مبلغا مقابل حوار قصير حدد في 8 دراهم للحوار، وأحيانا يتم الاشتغال على 10 حوارات في اليوم بالنسبة إلى الممثل، وهذا ما يجعل الممثل يحصل في الأخير على مبلغ 80 درهما للحوارات أو 80 درهما لليوم، إذا تحدثنا بمنطق العمل اليومي الذي يبقى بعيدا عن خصوصية الفعل الفني الإبداعي. هذه الخصوصية الإبداعية تبقى في الميزان في المسلسلات المدبلجة. وعن هذه النقطة تتساءل المصادر: «كيف يمكن الحديث عن أعمال فنية تراعي الشروط المادية والإبداعية القادرة على تقديم مادة تلفزيونية تحترم نفسها وتحترم المشاهد المغربي بهذا المبلغ؟ من جهة ثانية أعتقد أن رهان المسؤولين عن أسماء غير معروفة لدبلجة هذه الأعمال مرتبط بالجانب المادي بالدرجة الأولى، فلا أظن، مثلا، أن الوالي أو منى فتو أو فاطمة خير أو محمد خيي... سيقبلون أداء أصوات بعض الممثلين بمثل هذه المبالغ الزهيدة، هذا بالطبع، إذا ما قبلوا فكرة دبلجة الأعمال المكسيكية أو الكورية أو التركية». وبعدما أشار المصدر إلى أن عدد الحلقات قد يبلغ في بعض الأحيان أكثر من 100 حلقة، وهو ما يعني أن صاحب الصوت قد يشارك في أكثر من مائة حلقة، وما يعني آلاف الحوارات في العمل الوحيد، فإن مبلغ 8 دراهم يبقى، حسب تعبيره، رقما مخجلا للغاية. في السياق ذاته، ذكرت المصادر بالأرقام التي سبق وأن نشرتها «المساء» في أعداد سابقة، إذ تقوم شركة خاصة (شركة جيروم بوخبزة، الشرايبي مثلا) بدبلجة عمل مقابل مبلغ قدر ب3500 دولار للحلقة الواحدة (أربعة ملايين سنتيم)، تضاف إليها 1000 دولار مقابل النسخة المدبلجة إلى العربية، مما يعطي في النهاية مبلغ 4500 دولار للحلقة، مع قابلية أن ترافق ذلك مصاريف إضافية. وفي الأخير يحصل مسلسل من 100 حلقة مثلا على 450 مليون سنتيم. هذا الرقم مهم في نظر المهتمين بواقع التلفزيون المغربي، لأنه يمكن من إنتاج سلسلة تلفزيونية مغربية أو كبسولتين أو أربعة أفلام تلفزيونية، وهذا ما يخول اشتغال عشرات الممثلين المغاربة وعشرات التقنيين، في الوقت الذي لا تقدم الأعمال المكسيكية المدبلجة أي قيمة فنية مضافة. وفي الإطار ذاته، تعتبر مصادر أن رهان القناة الأولى والثانية على الإنتاجات الأجنبية بشكل قوي، رهان يهدد المنتوج الوطني، إذ يمكن تسجيل كون القناة الثانية لم تنتج أي مسلسل مغربي، إذا اعتبرنا أن مسلسل «المجدوب» أنتج في عهد مصطفى بنعلي، هذا فضلا عن نهج القناة الثانية في الشهور الأخيرة أسلوب إعادة بث الأعمال التي سبق وأنتجت قبل سنة أو سنتين أو أربع سنوات، لعدة مرات بشكل يتناقض بشكل كلي عن الالتزامات النظرية المتعلقة بدعم الدراما الوطنية في وسائل الإعلام العمومية.