بشكل غير مسبوق، اعتبر كرد شعبي على وزير الاتصال في مقاربته ودفاعه عن صورة التلفزيون المغربي، احتج الجمهور الرياضي البيضاوي في الملاعب الكروية الوطنية على برمجة القناة الثانية، على خلفية عدم نقل دوزيم للمقابلة التي جمعت الأسبوع الماضي بين الوداد وأولمبيك البيضاوي. ورفع الجمهور قبل وأثناء المقابلة لافتات هاجمت البرمجة عبر ترديد شعارات من قبيل: «دوزيم تجمعنا وعن الملاعب تفرقنا» و«بالأفلام المكسيكية قهرتونا وبالبرمجة عدبتونا»، سلوك اعتبره المهتمون بواقع التلفزيون المغربي يعكس -بصرف النظر عن ملابسات عدم نقل المقابلة سالفة الذكر- نموذجا من الاحتجاج المستمر من رهان المسؤولين عن التلفزيون المغربي على الإنتاجات المكسيكية والتركية والكورية للرفع من نسبة المشاهدة وجذب مستشهرين جدد، رغم ما ينطوي عليه ذلك من آثار ونتائج جانبية. في هذا السياق، تخصص القناة الثانية في بثها الأرض والفضائي ما يناهز عشرة مسلسلات وسلسلات تنتمي إلى عدة جنسيات، في وقت تغيب فيه الأعمال الدرامية الوطنية عن شبكة بعض الأيام، إذ يلتقي الجمهور فقط على القناة الثانية مع مسلسلات من قبيل «سارة»، «جوهرة القصر»، «موسم المطر»، «سالوم»، «مروة»، «أين أبي»، «علشان مليش غيرك»... تشكل في الفترة الممتدة ما بين الحادية عشرة صباحا والثامنة مساء أكثر من نصف البث التلفزيوني، هذا في وقت لا تحترم فيه نسبة حضور المنتوج الدرامي المغربي في شبكة القناة، ولا يحترم تبعا لذلك دفتر التحملات التي تتحدث عن تخصيص 30 في المائة من الميزانية لدعم الإنتاج الدرامي. وحول المبالغ التي تخصص لهذه الأعمال، قال مصدر مطلع من مديرية الإنتاج: «تقتني القناة الثانية الحلقة الوحيدة من مسلسل مكسيكي مدبلج بالعربية بمبلغ 1000 درهم للحلقة، وغالبا ما يصل المسلسل إلى 300 حلقة، مما يرفع الرقم إلى 30 مليون سنتيم، وهذا لا يكلف القناة ميزانية مهمة بالنظر إلى الأعمال الدرامية الوطنية التي تصل إلى مليار أو أكثر في ثلاثين حلقة، في حين أن ثمن حلقة من المسلسل المكسيكي غير المدبلج لا يتجاوز 700 درهم، ويتم دبلجته بالدارجة المغربية من طرف شركة «ilug-in» لصاحبها جيروم بوخبزة والشرايبي، ويكلف المسلسل الذي دبلج للهجة المغربية مبلغ 3500 درهم للحلقة». وحول الجهة التي تتكلف بجلب الأعمال المكسيكية، أضاف المصدر: «في البداية كان اليهودي برنار هزريا يحتكر عملية جلب الأعمال الأجنبية إلى القناة الثانية بعدما كان في السابق يجلب الأعمال إلى القناة الأولى، وبعد تسلم سليم الشيخ تحدثت بعض الكواليس عن إمكانية أن يكون هزريا وراء جلب الأعمال الأجنبية عبر شركة «أطلانتيس» التي تنشط في الكوت ديفوار والطوغو مع الإشارة إلى أن الوسيط يعد أول من يتسلم مستحقاته المالية رغم ما أثير من حديث حول الأزمة المالية لدوزيم. وفي سياق آخر، اعتبر المصدر أن إدراج أكثر من عشرة مسلسلات أجنبية في شبكة القناة الثانية يجسد رهان مدير القناة الثانية على إنتاجات بأقل تكلفة تحاول أن تجذب مستشهرين وتضمن ارتفاع نسب المتابعة، وهو ما رد عليه ناقد رفض نشر اسمه بالقول إن الرهان على هذه المسلسلات المكسيكية أو دبلجتها إلى اللهجة المغربية يعكس أولا غياب أي رؤية للفعل التلفزيوني في علاقة بدعم المنتوج الوطني، دون استراتيجية أو مخطط أو أهداف، والأخطر من ذلك أن هذه المسلسلات في النسخة الأصلية تتضمن مشاهد ساخنة للغاية تحذف من طرف المسؤولين عن التلفزيون المغربي، دون وعي بالمس بالعمل وعدم احترام المشاهد، فالأجدر عدم الإتيان بها كخطوة احترازية.