الزاكي: الكرة أنصفتنا والمباراة عرفت اتجاها واحدا فوضى في عملية بيع التذاكر وارتباك في التنظيم قبل انطلاق المباراة بحوالي نصف ساعة شهد مدار مركب محمد الخامس ازدحاما كبيرا وحركة غير عادية، نشاهدها فقط في مباريات الوداد والرجاء. الكل يحاول إيجاد تذكرة تخول له الولوج إلى مدرجات الملعب، فالمباراة لم يتم نقلها بسبب خلاف بين المكتب المسير للوداد ولجنة البرمجة التابعة للجامعة المغربية لكرة القدم، كما لم يتم طرح عدد كبير من التذاكر للبيع وهو ما تسبب في بقاء ما يقارب 15 أو 20 ألف متفرج خارج أسوار الملعب. عبر العديد من المحبين للفريق البيضاوي عن استيائهم لسوء التنظيم وطريقة بيع التذاكر، إذ تم إقفال جل الشبابيك الرسمية التي عوضتها الأكشاك المتحركة التي تبيع في الأصل مشروبات كوكا كولا الغازية لزبنائها. هناك من لم يستطع تحمل الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة وانتظار وصول دوره الذي قد يأتي أو لا يأتي من أجل شراء التذكرة، وهناك من "العايقين" من جاء متأخرا وتجاوز عشرات المنتظرين ليصبح في أول الصف، وهو أمر مألوف في ملاعب المغرب.. وهو ما أثار غضب البعض الذي بدأ بالصراخ مطالبا رجال الأمن بالتدخل من أجل ضبط النظام. فئة أخرى فضلت اقتناء التذاكر من السوق السوداء بدل الاصطفاف وتضييع الوقت، خاصة أن موعد انطلاق المباراة اقترب. وبلغ سعر تذكرة المدرجات المكشوفة 45 درهما علما أن ثمنها الأصلي هو 30 درهما، في حين أصبح ثمن تذكرة المدرجات المغطاة هو 70 درهما، أي بزيادة قدرها 20 درهما. الفوضى لم تطل فقط عملية بيع التذاكر، بل شوهدت أعداد كبيرة من الجماهير تلج إلى الملعب دون التوفر على تذكرة، فهناك من استعرض مهاراته في القفز العلوي، وهناك من اكتفى ب"التفاهم" مع "الشاف" وإعطاءه قدرا من المال ليدخل معززا مكرما إلى المركب الرياضي. حرب بين الوداد والدوزيم قبل وصول يوم المباراة (الأحد) علم الكل أن هناك صراعا بين المكتب المسير لفريق الوداد الرياضي والقناة الثانية التي كان من المفروض أن تقوم بنقل المباراة. السبب في هذا الخلاف يعود إلى رفض لجنة البرمجة التي يرأسها رئيس فريق أولمبيك آسفي أحمد غيبي ملتمس الوداد، الذي أراد مسؤولوه تغيير موعد المباراة من الأحد على الساعة الثالثة إلى مساء يوم السبت الماضي، وهو ما قوبل بالرفض. رفض لجنة البرمجة قابله مسؤولو الوداد بمنع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من نقل المباراة مباشرة على القناة الثانية التي انتقد رئيس قسمها الرياضي حسن بوطبسيل الطريقة التي تعامل بها فريق كبير اسمه الوداد مع التلفزيون الذي يعد شريكا أساسيا للبطولة الوطنية. الصراع بين الوداد والدوزيم استمر أثناء مباراة الوداد وآسفي، إذ ظلت جماهير الوداد توجه السب للقناة الثانية، قبل أن تقوم أولترا "الوينرز" برفع لافتتين تحتويان على رسائل (وهو شيء شائع قي ثقافة الأولترا). اليافطة الأولى كتب عليها بالخط العريض "الدوزيم: بالأفلام المكسيكية قهرتونا وبالبرمجة عذبتونا" ، فيما كتب على الثانية "دوزيم تجمعنا.. وعن الملاعب تبعدنا". مويتيس يلهب المدرجات وعفيفي يذرف الدموع شهدت مباراة الوداد وأولمبيك آسفي اتجاها واحدا هو مرمى الحارس عفيفي الذي دافع عن مرماه بقوة. منذ أولى الدقائق اتضح أن فريق الوداد يبحث عن الظفر بثلاث نقط وعدم رغبته في تحقيق نتيجة أخرى غير الفوز، فيما تبين أن الفريق الزائر جاء إلى الدارالبيضاء من أجل العودة بنتيجة التعادل، إذ اعتمد طيلة أطوار المباراة على الهجمات المرتدة التي كادت أن تفاجئ حارس مرمى الوداد نادر المياغري خاصة في الشوط الثاني. دخول أيوب سكوما عوض الحسين زيدون قبيل انتهاء الشوط الأول أعطى إضافة لخط وسط الوداد الذي غاب عنه المدافع المالي محمدو ندياي بسبب الكسر الذي تعرض له على مستوى الجبين في المباراة الأخيرة بخريبكة، بالإضافة إلى عبد الحق أيت العريف المصاب وكذا محمد أرمومن وفريد الطلحاوي الذي تم إيقافه لثلاث مباريات بسبب دخوله في ملاسنات مع حكم مباراة أولمبيك خريبكة والوداد. الشوط الثاني لم يختلف كثيرا، هجمات مسترسلة للفريق المحلي وتألق حارس أولمبيك آسفي زهير عفيفي، بالإضافة إلى اعتماد لاعبي الفريق الضيف على امتصاص حماس لاعبي الوداد عبر تضييع الوقت والسقوط فوق أرضية الملعب في عدة مناسبات. طرد لاعب أولمبيك آسفي الداودي بعد جمعه لإنذارين صعب من مأمورية الفريق الذي كان قريبا من العودة بنتيجة التعادل لولا الهدف الذي سجله هداف الوداد، الدولي الكونغولي ليس مويتيس الذي أسكن الكرة برجله اليسرى في شباك عفيفي في الدقيقة 93 من المباراة لتشتعل مدرجات مركب محمد الخامس وتنطلق الاحتفالات وأناشيد النصر، ليعلن الحكم بوليفة عن انتهاء المباراة أمام حسرة لاعبي أولمبيك آسفي الذي سقطوا فوق عشب الملعب، في حين أذرف الحارس عفيفي الدموع، وفي لقطة جميلة نسي اللويسي وبيضوضان وفكروش فرحة الانتصار وذهبوا في اتجاهه من أجل مواساته والرفع من معنوياته. الزاكي: "حرام ما تربحش الوداد هاد المباراة" خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة قال مدرب الوداد بادو الزاكي: "نتيجة أخرى غير الفوز كانت ستعتبر غير منطقية، لقد أنصفتنا الكرة في آخر ثواني المباراة وحرام ما تربحش الوداد هاد المباراة. كل من تابع اللقاء لاحظ أنه يسير في اتجاه واحد هو مرمى أولمبيك آسفي". وأشار الزاكي إلى أنه راض على العرض الذي قدمه لاعبوه الذي حافظوا على تركيزهم ورغبته في تحقيق الفوز الذي تأتى في الوقت البديل. وأضاف مدرب الوداد: "لقد واجهنا خصما عنيدا ركن إلى الوراء وعمد لاعبوه إلى تضييع الوقت وامتصاص حماسنا، وهذا ليس بالشيء الغريب، لأن جل الفرق التي تأتي لمواجهتنا بالدارالبيضاء تعتمد على نفس النهج". وعبر الزاكي عن ارتياحه للتغيير الذي أقدم عليه في الشوط الأول بإدخال سكوما مكان زيدون، مشيرا إلى أن كلاهما طبق التعليمات، وأضاف: "دخول سكوما في ذلك الوقت بالذات كان مفيدا للفريق، لو أقحمته في بداية المباراة لفقد طراوته البدنية بسبب الحرارة، وبالتالي كنا سنتضرر في الشوط الثاني ونضطر إلى تغييره. أما أحمد أجدو فبدأ يسترجع إمكانياته بالتدريج، وبعد جولات قليلة سنرى بالتأكيد أجدو الذي يعرفه الكل". أما المدرب المؤقت لأولمبيك آسفي، الفرنسي لوران فهنأ لاعبيه الذين أظهروا قتالية كبرى ولعبوا الند للند أمام فريق كبير يدعمه جمهور غفير. وأضاف: "كنا قريبين من العودة بنتيجة إيجابية، بل ولم يستثمر لاعبونا بعض الهجمات المرتدة التي كان من شأنها أم تمنحنا هدف التقدم. من جهة أخرى لا أريد انتقاد حكم المباراة لأنه لم يغير نتيجة المباراة، لأن هدف الوداد كان مشروعا. لكن أود أن أقول إنه أفرط في احتساب بعض الأخطاء للوداد وأنذر الكثير من لاعبينا بشكل مجاني، أعتقد أنه تأثر نوعا ما بردود فعل الجمهور الذي حج بكثرة إلى الملعب". وحول مستقبله مع الفريق قال المدرب الفرنسي: "العقد الذي يربطني بأولمبيك آسفي واضح جدا. تم تعييني كمدرب مؤقت للفريق لثلاث مباريات خلافة لسمير عجام، والآن سوف أعود إلى مهمتي الأصلية وهي التكوين وسأترك مهمة تعيين مدرب جديد للمكتب المسير لآسفي".