تجددت الحرب الباردة بين الجزائر ومصر، ولاحت في الأفق بوادر خلاف جديد بين الشعبين، بعد أن فتحت بعض القنوات التلفزيونية المصرية النار على المنتخب الجزائري، وانتقدت بشدة أداءه في نهائيات كأس إفريقيا. وخلال تحليلها لمردود المنتخب الجزائري في أول مباراة له أمام المالاوي، وصف المحللون الرياضيون المنتخب الأخضر بالضعف، وقالوا: «إحنا كنا فين.. دي مالاوي..!؟» في إشارة إلى أن الجزائر منتخب ضعيف فكيف له أن يتأهل على حسابهم . وقالت صحيفة «الشروق» الجزائرية: «اعتقدنا أن نرجسية المصريين وغرورهم قد دفنت يوم 18 نوفمبر الماضي، لكن بدا ذلك عصيا على «إعلام هاو» ابتعد كثيرا عن الاحترافية والموضوعية في تناوله لمباريات المنتخب الوطني». وكانت قناة «النيل» للرياضة قد فتحت خطوطها لبعض مشجعي المنتخب المصري للنيل من الجزائر، حتى إن أحدهم قال: «أكره الجزائر وأنا سعيد جدا بالخسارة.. أكره الجزائر أكثر من إسرائيل»، رغم محاولات معد البرنامج نزع فتيل فورة الغضب. وأشعل برنامج «الكورة مع شوبير» الذي يعده ويقدمه أحمد شوبير، نائب في مجلس الشعب عن الحزب الحاكم في مصر، الفتيل مرة أخرى، حين أكد أن تأهيل المنتخب الجزائري لدور الربع جاء اعتمادا على طريقة لا أخلاقية، في إشارة إلى تواطؤ أنغولا مع الجزائر للمرور معا، دون أن يدرج تصريح مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان في المؤتمر الصحفي، حين قال إن «الجزائر كانت ضحية للتلاعب في المباراة الشهيرة عام 82، فمن الدناءة أن تلجأ إلى هذه الأساليب». وذهبت تقارير صحفية إلى حد التأكيد على تشجيع لاعبي مصر لخصوم الجزائر أثناء متابعتهم لمباريات الدور الأول، بل إن الصحافة المصرية تناولت انتصار مالي بنوع من الاستخفاف حين طلعت عناوين من قبيل «الجزائر تسترد جزءاً من كرامتها بالفوز على مالي».. وذهبت بعض الكتابات الصحفية المصرية إلى القول إن الأنغوليين انزعجوا كثيرا من منتخبهم، لأنه تلاعب مع المنتخب الجزائري على حد زعمهم، لكن الغريب في الأمر أن القنوات المصرية، وحتى قناة «الجزيرة الرياضية»، نقلت تقارير «غضب الأنغوليين» من مدينة بانغيلا حيث يوجد المنتخب المصري، ولم تصدر من مراسلي المدن الأخرى مثل كابيندا أو لوبانغو. . وسيطرت حالة من الهلع على نفوس المنظمين وبعض المصريين من تجدد الحرب الكلامية بين الطرفين، وهو ما بينته قناة «الأهلي» في برنامجها ليلة الأربعاء الماضي حينما استضافت عضو مجلس إدارة نادي «الترسانة» ورئيس تحرير صحيفة «المساء»، حيث لم يتردد الضيفان في التخوف من مواجهة محتملة بين المنتخبين، وقال ممثل النادي المصري: «لنكن موضوعيين، نواجه كوت ديفوار والكاميرون ولا نواجه تونس أو الجزائر، لا أريد أن نواجه منتخبا من شمال إفريقيا»، وأكد المتحدث أن بلدان شمال إفريقيا هي الشبح الحقيقي لمصر. واستنادا إلى تقارير إعلامية، فإن المدرب المصري حسن شحاتة بدا متوجسا من لقاء الجزائر مجددا، وهو يعي جيدا العقدة التي لحقت بأبطال إفريقيا، خاصة بعد تصدرهم لمجموعتهم في الدور الأول . وأكدت التقارير ذاتها أن الطاقم الفني طلب تسجيلا لمباراة الجزائر وأنغولا لتزامنها مع تدريبات منتخبه، وكأنه مدرك أن الجزائر ستكون المنافس المقبل في المربع الذهبي في حال تأهل المنتخبين معا. مع العلم بأن الجزائر بإمكانها أن تلاقي المنتخب المصري في حال فوز المنتخبين في الدور ربع النهائي.