وصف وليد الركراكي، مدرب الفتح الرباطي البطولة المغربية المسماة «احترافية» ب»الحمقاء»، قياسا إلى النتائج التي تسجلها، خصوصا أن فريقا كأولمبيك خريبكة كان في الموسم الماضي ينافس على لقب البطولة، وظل يصارع من أجل الظفر به حتى الأنفاس الأخيرة، فإذا به هذا الموسم ينافس من أجل الإفلات من النزول. التوصيف الذي قاله الركراكي صحيح إلى حد كبير، فالدوري المغربي، مازال لم يجد إيقاعه بعد، ففي بعض الأحيان تكون هناك مباريات تعطي الانطباع على أن الأمور تسير بشكل طيب، لكن أحيانا أخرى تجرى مباريات تعود بنا إلى نقطة الصفر. وإذا استعرنا من الركراكي توصيفه للبطولة، فإنه يمكننا القول إن بطولتنا «حمقاء» فعلا، ذلك أنهم يطلقون عليها لقب «احترافية»، لكنها مازالت تدبر بالكثير من الهواية. هناك فرق تصرف أكثر من إمكانياتها المالية بشكل كبير، ورغم أنها تسير في اتجاه الغرق، إلا أن المسؤولين يواصلون نفس الأخطاء. هناك فرق، يسيرها الرئيس لوحده، وفي أحسن الأحوال فإنه يوزع المهام على أبنائه وأصهاره، في إطار «المقاربة التشاركية» داخل العائلة ! البرمجة مازالت لم تستقر على حال، فبينما هناك في البطولات الاحترافية قولا وفعلا معايير واضحة للبرمجة تنطبق على الجميع، فإن بطولتنا مازالت غارقة في العشوائية، ذلك أن البرمجة أصبحت نقطة سوداء، علما أن الجامعة على معرفة قبل انطلاقة كل موسم أن هناك فرقا مغربية ستشارك في المنافسات الإفريقية، لكن أخطاء البرمجة نفسها تتكرر. العصبة الاحترافية، قيل إنها ستمسك بزمام الأمور، لكنها إلى اليوم مازالت لم تقم بأي شيء فعلي، يكفي أنها إلى اليوم بدون موقع إلكتروني، ويكفي أنها مازالت بدون عنوان أو هوية أو بطاقة تعريف. الكيل بمكيالين وجبر الخواطر مازال يتحكم في الكثير من الأمور، يكفي أن تعودوا إلى أحكام الشغب الصادرة أو قرارات لجنة الأخلاقيات، وقرارات اللجنة التأديبية ليتضح أن هناك الكثير من الخلط. المدربون مازالوا يتنقلون بين الفرق، دون حسيب أو رقيب، ودون أن يخرج قانون المدرب الموعود إلى الواجهة. بطولتنا «حمقاء»، لأنه تغيب عن مسؤوليها الصرامة ويغيب تطبيق القانون، وتحضر المصالح الشخصية والحسابات الخاصة، بدل المصلحة العامة. بطولتنا «حمقاء»، لأن عددا من مسؤولي الكرة في هذا البلد السعيد مازالوا لم يدركوا بعد أنهم مصابون بحالة انفصام في الشخصية، وأن ذلك ينعكس على الكرة في هذا البلد، إذ أنها تعاني بدورها من أعراض حالة الانفصام هذه..