تحدث وليد الركراكي، مدرب الفتح الرباطي، على فريق الوداد الرياضي أكثر من الحديث عن هزيمة فريقه أمام المغرب الفاسي بثلاثية نظيفة برسم الجولة ال 18 من البطولة الاحترافية، وهي المباراة التي «سرق» خلالها الحكم يوسف هراوي، من عصبة سوس، الأضواء بعد إعلانه على ركلتي جزاء لأصحاب الأرض و أشهر ثلاث بطاقات حمراء في وجه لاعبي الفتح الرباطي. في معرض مداخلته في الندوة الصحفية، التي أعقبت نهاية مباراة «الماص» و الفتح، أكد الركراكي أن فوز المغرب الفاسي كان مستحقا، وهو الفريق الذي قدم مباراة كبيرة أسبوعا قبل ذلك أمام الوداد غير أنه «ظُلم» من طرف الحكم، ما جعل الفريق الفاسي يخصص حديثه طيلة الأسبوع حول ما تعرض له في مباراته الأخيرة. أسبوع قبل ذلك، يقول الركراكي، «ظُلم» النادي القنيطري في مباراته أمام الوداد.. صرخ الكاك و»حُرم» الفتح من هدف مشروع في مباراته مع النادي القنيطري. حشر الركراكي الوداد في مناسبتين، قبل أن يتابع حديثه «يقولون أن الفتح الرباطي سينافس على اللقب.. الواضح أننا لن نلعب على البطولة، لأنني بصدد رؤية قرارات صعبة تُتخذ ضدنا»، مضيفا أنه لم يفهم عمليات الطرد، التي تعرض لها لاعبوه، وإن كان أقر بصدور تصرفات من عناصر الفتح وصفها بالكارثية وتستوجب عقوبات ثقيلة. حديث الركراكي عن الوداد تجدد حين قال بأن فريقه سيلعب بدون حارس وسيخوض مباراته المقبلة أمام الوداد بعناصر من الأمل، قبل أن يتنبأ بخسارة مباراته أمام الفريق البيضاوي، الذي ضمن 3 نقاط للاستمرار في الصراع حول اللقب، وكان أكبر مستفيد من الجولة ال18 من البطولة. وختم وليد الركراكي تصريحاته قائلا: « أشعر من حين لآخر أنني فتحاوي، لكن أحب أن أكون ودادي». تصريحات مدرب الفتح الرباطي وطريقة حديثه عن الوداد الرياضي تطرح أكثر من تساؤل، وإن كان وليد الركراكي أصر على الحديث باللغة الفرنسية مبررا ذلك بأهمية الكلمات و مخافة من التأويلات. بعض مما صرح به الركراكي لا يحتمل التأويل، خصوصا عندما تحدث عن فرق تعرضت لظلم الحكام حين واجهت الوداد الرياضي، وحين أكد بعظمة لسانه أن فريقه لن ينافس على اللقب و سيقتصر على إنهاء الموسم بارتياح. لقد راسلت جامعة كرة القدم رؤساء الأندية حول موضوع تخليق الممارسة الرياضية وعزمها، بعد اجتماع للمكتب المديري منتصف شهر يناير المنصرم ، تفعيل دور لجنة الأخلاقيات بعد وقوفها في الآونة الأخيرة على تصريحات تتنافى مع المبادئ والقيم التي ترتكز عليها ممارسة كرة القدم. السؤال هنا، هل ما قاله مدرب الفتح الرباطي، وليد الركراكي، يدخل في إطار التصريحات المجانبة للصواب والمخلة بقيم الممارسة الرياضية والأخلاقيات التي تقوم عليها، وتستوجب اتخاذ إجراءات تأديبية؟ أم أن تفعيل دور لجنة الأخلاقيات سيتأجل حتى إشعار آخر. بقي أن نشير إلى أن الموسم الرياضي الحالي يتزامن مع موعد الانتخابات المحلية وأن حمى السياسة تتربص بالرياضة، وهو ما تزكيه بعض الأقاويل من هنا و هناك. الوداد والرجاء والجيش و المغرب الفاسي و الكوكب و .... فرق كبيرة وستظل كذلك برياضييها وليس بسياسييها و «الفاهم يفهم».