تتجه البطولة «الاحترافية» في موسمها الجديد إلى نهايتها بعد أن بلغت جولتها 25، حيث مازال فريق الوداد الرياضي محكما لقبضته على الصدارة، حيث بات قريبا من حسم اللقب لصالحه، خصوصا أن نتائج الفرق المطاردة له صبت في مجملها في صالحه. وإذا كانت إثارة التنافس على اللقب قد بدأت تخفت، إلا أن المنافسة تبدو مشتعلة على مستوى أسفل الترتيب، ذلك أن سبع فرق مهددة بالنزول إلى القسم الثاني وهي الجيش الملكي ونهضة بركان والمغرب الفاسي والنادي القنيطري وشباب الحسيمة وشباب خنيفرة واتحاد الخميسات، وكلها تحاول الإفلات بجلدها من «فخ» النزول. وإذا كان فريق أولمبيك آسفي الذي كان في وقت من الأوقات مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، قد نجح في قلب الأوراق، وشكل الاستثناء وهو يحول اتجاه بوصلته عندما أعلن مدربه يوسف فرتوت عن أن الفريق صنع لنفسه هدفا جديدا هو إنهاء الموسم في مركز بين الخمسة الأوائل، ليحفز لاعبيه، ويعطيهم الحافز للعمل وتحقيق الأهداف المرجوة، إلا أن فرقا أخرى يبدو أنها تسير بدون هدف معلن، أو أنها تنتظر فقط ما سيجود به «الحظ». الكوكب المراكشي الذي لاحت له أكثر من فرصة للتقدم، بدا رغم اقترابه من مقدمة الترتيب، أنه اكتفى بما حققه، أو وصل إلى مرحلة «الإشباع»، بل إنه أضاع الكثير من الفرص السانحة ليواصل مغامرته الجميلة، ويكمل مسلسل خلط الأوراق، وإلى اليوم ليس معروفا الهدف الذي يلعب من أجله. الدفاع الجديدي الذي يتوفر على كل سبل النجاح، ويملك تشكيلة قوية ومتوازنة في مختلف الخطوط، أضاع بدوره البوصلة، ودخل في مسلسل من النتائج السلبية، وبعد أن كان الفريق قريبا من مقدمة الترتيب، فإنه تراجع إلى الخلف حيث يحتل المركز السادس. ما هو الهدف الذي يلعب من أجله الفريق اليوم؟ الأمر ليس واضحا، خصوصا أن مدرب الفريق المصري طارق مصطفى سبق له أن قال في ندوة صحفية سابقة، « إن الدفاع الجديدي يمكن أن ينزل إلى القسم الثاني ويمكن أن يلعب على اللقب»، فهل هناك فريق يمكن أن يخوض منافسات البطولة وهو في هذا الوضع؟ حسنية أكادير الذي كان مدربه أعلن قبل انطلاق الموسم أنه سينافس على مركز بين الثلاثة الأوائل، يبدو اليوم بعيدا عن تحقيق هذا الهدف، بل إن الرهان انقلب بشكل كلي، ودخل الفريق مرحلة من «الملل» و»النمطية» في التعامل مع المباريات. وإذا كان يجب الاعتراف أن البطولة «الاحترافية» قد تحسنت، إلا أنه يجب الاعتراف كذلك أن مجموعة من الفرق تسير بدون بوصلة وبدون أهداف، مما يخلط الأوراق، ويغيب حوافز العمل، ويتسبب في «صداع» مزمن للمتابع، فلا يمكن لجميع الفرق أن تننافس على اللقب، كما لا يمكن لها جميعا أن تتنافس من أجل تجنب النزول.