قدم فريق الفتح الرباطي طلبا رسميا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتأجيل مباريات دور سدس عشر نهائي مسابقة كأس العرش عن الموسم الرياضي 2014/2015 إلى غاية شهر غشت المقبل، بدل أن تجرى مباشرة بعد اختتام الموسم الكروي الحالي. مسؤولو الفتح برروا طلبهم باعتبارات موضوعية من بينها الإرهاق والتعب البدني والذهني، فضلا عن أن مدربين ولاعبين قد يبدؤون المسابقة مع فرق ويكملونها مع أخرى، هذا دون الحديث عن التأجيل الذي سيطال مباريات الفرق المشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية و»الكاف». ملاحظات مسؤولي الفتح ومدربهم وليد الركراكي ليست جديدة، لقد كنا أول من نبه إلى أن البرمجة الجديدة لكأس العرش وإجراؤها مباشرة بعد اختتام البطولة ستلقي بظلالها السلبية على هذه المسابقة، وستفقدها جاذبيتها التي عادت لها في السنوات الأخيرة، وأنه من الأفضل الاستمرار في البرمجة الحالية، إلى أن تتضح الرؤية أكثر ويتم الاستقرار على أفضل برمجة ممكنة لهذه الكأس. وإذا كان مسؤولو الفتح قد دخلوا على الخط بوجه مكشوف، في وقت فضلت فيه فرق أخرى عدم إبداء رأيها أو انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، إلا أنه لابد من الإشارة إلى أن قرار تغيير برمجة كأس العرش كان من المفروض أن يتم فيه إشراك الإدارة التقنية الوطنية، ذلك أن وجهة نظر رجل الميدان مهمة، إذ من شأنها أن تعفينا من أخطاء كثيرة، لكن للأسف لم يتم أخذ وجهة نظر الإدارة التقنية، وتقرر دون سابق إنذار برمجة كأس العرش بطريقة غريبة، وبشكل يجعلها تلعب في موسمين، وبلاعبين ومدربين يمكن أن يقصوا فيجدوا أنفسهم بعد أشهر، وبعد أن يغيروا فرقهم مازالوا على قيد الحياة في هذه المسابقة، وهو أمر غير مقبول رياضيا وتنظيميا، كما يضرب شرف المنافسة. لذلك، سيكون من المفيد أن تستمع الجامعة لأراء ذوي الاختصاص، ولأراء الفرق، ومن ثمة فليس عيبا أن تقوم بتصحيح الخطأ، خصوصا إذا كان الهدف هو الإصلاح ووضع القاطرة على السكة الصحيحة، وتفادي الاختلالات. ليس عيبا أن تتراجع الجامعة عن البرمجة الجديدة لكأس العرش، وليس عيبا أن تستمع إلى نبض الفرق والمتتبعين، وليس عيبا كذلك تصحيح الأخطاء.