أثارت البرمجة الخاصة باليوم الثامن والعشرين من بطولة القسم الأول، الكثير من الشكوك لدى المتتبعين عامة والفرق، سواء تلك التي تصارع من أجل اللقب أوسواء تلك التي تصارع طواحين النزول . فالسؤال البسيط الذي يطرحه الجميع على لجنة البرمجة التي يترأسها السيد غيبي، أنه كيف تم التنازل عن مبدأ تساوي الفرص بين الفرق، خاصة تلك التي تصارع من أجل البقاء بالقسم الأول، بمعنى آخر، كيف تمت برمجة لقاء الوداد الفاسي الذي يعتبر أحد المرشحين للحاق بشباب قصبة تادلة بغريمه المغرب الفاسي يوم السبت ابتداء من الساعة الرابعة، وثم بالمقابل برمجة لقاء الكوكب المراكشي ضد الرجاء الى غاية يوم الاثنين في حدود الساعة الثامنة ليلاً. المسافة الزمنية الطويلة، التي حددتها لجنة البرمجة لم تكن بالمطلق منصفة، بل تعتبر مقصودة بالنظر إلى العديد من السوابق التي سجلت في هذا السياق، إذ منح الامتياز طيلة الموسم لفرق بعينها، وأخرجت سيوف العقاب ضد فرق معروفة ومحددة بالإسم والعنوان. وعلى هذا المستوى، يؤكد بعض المولعين بلعبة «اللوغاريتم»، أن برمجة الدورة الثامنة والعشرين بالشكل الذي أعلنت به، تسعى أولا إلى معرفة النتيجة التي ستؤول إليها مباراة الديربي الفاسي، وعلى خلفيتها سيتم التصرف في المباراة التي سيشهدها ملعب الحارثي. فإذا فاز الوداد الفاسي على المغرب الفاسي، فالرجاء ستكون بطلة بالأرقام، وبالتالي فحظوظ النجاة بالنسبة للكوكب تصبح بعيدة إن لم نقل مستحيلة، لأن الفارق القائم اليوم هو خمس نقط. أما إذا فاز المغرب الفاسي على الوداد الفاسي، فإن العملية ستتم بالواضح، وستكون مباراة ملعب الحارثي لصالح الكوكب، لتظل متشبثة بالبقاء، مراهنين على المبارتين المتبقيتين برسم الموسم الحالي. هذا جزء من القراءات التي يتم تداولها داخل الأوساط المتتبعة لمسار البطولة الوطنية، ولهذا السبب، نظم أنصار ومحبو الوداد الفاسي في بداية هذا الأسبوع، وقفة احتجاجية أمام مقر النادي، رافعين شعارات التدمر والاحتجاج، مطالبين لجنة البرمجة بإعادة صياغة برنامج دورة نهاية الأسبوع، حتى يكون الجميع على خط مستقيم. ومن المقرر أن يكون جمهور ومحبو الوداد الفاسي، قد توجهوا أمس الأربعاء إلى مقر الجامعة بالرباط، لضغط على لجنة البرمجة لتعيد الأمور إلى نصابها ولتبرمج المباريات ذات الحساسية الخاصة في وقت واحد، حتى تكون عملية النزول منصفة ويتم تحديدها على أرض التباري وليس على الورق الذي عادة ما يسير في اتجاه تصفية الحسابات على حساب القيم الرياضية والتنافس الشريف، الذي يأمل الرأي العام الرياضي أن يتحقق على أرض الواقع وليس عبر تصريحات صحفية مهزوزة ومفبركة. وحسب مصادر مقربة من الفريق الفاسي، فإن مكتب هذا الأخير قد راسل الجامعة وتحديداً لجنة البرمجة مرتين، يثير فيهما الانتباه الى هذه الأفضلية التي وقعت على بياض لصالح فريق دون آخر، ولم تكن الأوساط الرياضية تنتظر هذه البرمجة العجيبة، فإذا كانوا قد اعتبروا أن تأجيل مباراة الدفاع الجديدي أمراً طبيعياً، فإنه كان ملياً على لجنة البرمجة أن تقدم العديد من اللقاءات التي تهم فرقاً قد أكدت بقاءها بالقسم الأول، كلقاءات الجيش الملكي بالدفاع الجديدي، وأولمبيك آسفي الفتح وأو. خريبكة شباب المسيرة، وهي لقاءات تدخل فقط في إطار إتمام البرنامج السنوي ليس إلا. من غير المفهوم إطلاقاً، أن تتعامل الجامعة وليس فقط لجنة البرمجة، بهذه الطريقة، وتتعمد بأسلوب فاضح ومفضوح لصالح فريق دون آخر، وهذا أمر يتطلب تحقيقاً نزيهاً ومسؤولا، لإعادة الاعتبار للمصداقية التي وقعتها الجامعة منذ مجيئها الى مقر بناية المنظر الجميل. ويذكر المتتبعون أنه في الماضي، كان نفس المنطق يتسلل إلى كرة القدم الوطنية، ويتم تحديد النازل عبر مكالمات ومهاتفات ليلية، تصدر عبرها ومن خلالها القرار النافذ، وقد عانت الكثير من الفرق من هذه الأساليب غير الرياضية، والتي أضرت بالكرة الوطنية التي يعرف الجميع مستواها وقدراتها اليوم . وفي الأخير، يطالب الرأي العام الكروي بتصحيح هذه الاختلالات وتعاد المصداقية إلى التنافس الكروي الذي فقد الكثير من مقوماته.