في المباراة التي جمعت فريق اتحاد طنجة لكرة القدم باتحاد المحمدية ونهضة سطات بملعب مرشان والرشادالبرنوصي بالدار البيضاء من منافسات القسم الثاني، تكرر نفس المشهد الذي يتكرر دائما، وهو ذلك الصراع بين جزء من الجمهور وبين الرئيس المنتدب للفريق عبد الحق بخات، وكل طرف يعبر عن غضبه بالطريقة التي يراها ملائمة. جانب من الجمهور يتوجه نحو عبد الحق بخات بعبارات وإشارات بذيئة، وبخات يرد التحية بمثلها، أما نتيجة المباراة فكانت هزيمة أخرى للفريق، ومزيد من الغرق في وحل النتائج السيئة. ملعب مرشان الذي تجرى فيه حاليا مباريات الفريق، لا يؤوي غير بضع مئات من الناس الذين يأتي أغلبهم إما لرفع شعارات الاحتجاج، أو مناوءة فريق المدينة وتشجيع الخصم، بينما أقلية من الجمهور تعرف كيف تحتج وترفع شعارات متزنة. ولا يبدو منطقيا كيف أن جانبا من الجمهور يرفع شعارات ضد رئيس الفريق ويساند باستمرار الفرق الزائرة، رغم أن فريق اتحاد طنجة يتوفر حاليا على لاعبين محليين شباب يحتاجون إلى الدعم، وهؤلاء اللاعبون يتمنون لو أن الجمهور يساندهم، أما مسألة رئاسة الفريق فتلك حكاية أخرى، طنجة المدينة الثانية في البلاد من حيث النمو الاقتصادي والإيقاع الاستثماري السريع الذي تسير عليه منذ سنوات، لا تتوفر على فريق قوي في الدرجة الأولى. وطنجة هي المدينة الكبرى الوحيدة في المغرب التي لا تتوفر على فريق في القسم الأول، أما أسباب ذلك فليست كلها في عنق رئيس الفريق، إنها معلقة في عنق جميع مسؤولي طنجة. أعلى سلطة في طنجة، وهو الوالي محمد حصاد، عبر عن موقفه بصراحة منذ اليوم الأول لوصوله للمدينة، وذلك عندما نصح الجميع بألا يطرقوا بابه بالمرة في أي شيء يتعلق بالرياضة، وقال بعبارة فرنسية «طومبي بوغ لوسبور»، يعني الرياضة دبروا راسكوم معاها. وكذلك كان. وبينما كانت المناطق الخضراء والغابات والشواطئ في طنجة تدمر وتقام فيها مشاريع سكنية وعمارات شاهقة، وبينما كان كل التشجيع، الذي يصل حد الدلع، ينصب على المنعشين العقاريين والمستثمرين، فإن الرياضة في طنجة بقيت مقصية إلى حد اليتم، ولم تحظ ولو بفتات الفتات. والمثير أنه حتى داخل مكتب اتحاد طنجة يوجد طابور خامس، وهو الطابور الذي يغتني من وراء صفقات لاعبين وهميين يطلون على عامهم الأربعين، وتم جلبهم بالملايين، بينما يتعفن اللاعبون المحليون الشباب. وعلى رأس هذا الطابور الخامس توجد اللجنة التقنية، التي لا أحد يعرف لماذا سميت هكذا، وهي لجنة أصبحت مهمتها جلب حفنة من اللاعبين انتهت صلاحيتهم كل موسم ثم تسريحهم في ما بعد، المستنقع الذي يرقد فيه فريق اتحاد طنجة لكرة القدم لا يبدو أنه سيجف قريبا. وقبل بضعة أسابيع أضرب حوالي 16 لاعبا من الفريق وقالوا إنهم لم يتلقوا رواتبهم ومكافآتهم، بيمنا رد الرئيس المنتدب بتصريحات معاكسة وتم إيقاف أغلبية اللاعبين المضربين، وتحولت القضية إلى زوبعة قوية. بعد ذلك تم استقدام مدرب جديد هو اللاعب الودادي السابق فخر الدين رجحي، الذي يبدو عليه حماسه الشديد للعمل، لكنه بعد الهزيمة أمام اتحاد المحمدية بطنجة ثم أمام الرشاد البرنوصي بالدار البيضاء بدا يائسا وقال إن الفريق لا يمكنه أن يعطي ثمارا وسط هذه الأجواء المسمومة. اليوم يرفع الجمهور العاقل في طنجة شعارا يقول: فريق اتحاد طنجة لكل الطنجاويين.. فهل يدرك مسؤولو المدينة معنى هذا الشعار؟