أشهرت الأمطار التي تهاطلت على الدارالبيضاء، يوم الأربعاء الماضي، الورقة الصفراء في وجه العمدة عبد العزيز العماري، فكميات قليلة من الأمطار كانت كافية لفرض حصار على البرنوصي على مستوى الطريق السريع الذي صرفت عليه الملايير من السنتيمات من أجل إعادة هيكلته في ولاية العمدة محمد ساجد، بالإضافة إلى أن مجموعة من الأحياء الشعبية غمرتها المياه وكأن نسب الأمطار التي تهاطلت على المدينة فاقت 60 أو 70 ملم والحالة أنها لم تتعد 25 ملم. وأعادت المياه التي غمرت الطريق السريع للدارالبيضاء، مساء الأربعاء الماضي، الذكريات الأليمة التي عاشتها المدينة قبل ست سنوات، حينما اجتاحت الفيضانات العديد من مناطقها، وهو الحدث الذي أثار الكثير من ردود الفعل الغاضبة، وتم التأكيد آنذاك أن جميع الخطوات سوف يتم اتخاذها من أجل تجنب كارثة الفيضانات من جديد، لأنه من غير المعقول أن تبقى أكبر مدينة في المغرب تشهد مثل هذه الأحداث مع تساقط كميات قليلة من من الأمطار. ويعتبر الكثير من المتتبعين للشأن المحلي البيضاوي أن الإشكال المتعلق بالفيضانات بالدارالبيضاء يعتبر من أهم الملفات التي لابد أن يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف جميع المتدخلين، سواء تعلق الأمر بالشركة التي تدبر قطاع الماء والكهرباء وتطهير السائل والإنارة العمومية وهي شركة" ليدك"، أو المنتخبين الجدد وعلى رأسهم عمدة الدارالبيضاء عبد العزيز العماري الذي يتحمل مسؤوليته السياسية في كل ما يقع من أحداث في المدينة لأنه يمثل الجهة التي تسهر على تدبير الشؤون المحلية لسكان المدينة وهي مجلس الجماعة. وقال أحد المواطنين في هذا السياق "لابد من البحث عن حلول جذرية لتفادي الفيضانات في هذه المنطقة أو تلك، خاصة أنه سبق تم تقديم مجموعة من الوعود خلال الحملات الانتخابية التي أكدت على تجاوز الكثير من الأعطاب التي تعرفها المدينة"، وإذا كانت العاصمة الاقتصادية استطاعت معالجة مجموعة من النقاط السلبية التي كانت تتسبب في وقوع فيضانات في المدينة، فإن الطريق ما يزال طويلا لإزالة جميع النقاط السوداء الأخرى، حيث إن كميات قليلة من الأمطار في بعض المناطق المحيطية تتسبب في محاصرة الأحياء في الدارالبيضاء.