عشنا أمس على وقع اليوم العالمي للمرأة الذي يتم الاحتفال به يوم 8 مارس من كل سنة، وعلى امتداد هذا اليوم تابعنا هنا وهناك ندوات موضوعها المرأة والرياضة، وكانت الخلاصة الرئيسية في كل هذه النقاشات هي أن الرياضة النسوية تعاني وتعيش على وقع الإهمال واللامبالاة، فدوريات مختلف الرياضات لا تحظى بالمواكبة الإعلامية وحتى الدعم المادي الذي يرصد للفرق النسوية فإنه لا يمثل إلا الفتات.. مؤكد أن الرياضة النسوية في المغرب لا تحظى بالاهتمام المطلوب، ومؤكد أيضا أن عددا من الرياضات مازالت تبحث عن الذات، وعن «خارطة طريق»، لكن هل نعيش في المغرب أزمة رياضة نسوية فقط، أم أننا إزاء أزمة شاملة للرياضة المغربية بشكل عام؟ إن الوضعية الصعبة التي تعيشها الرياضة النسوية رغم بعض الومضات، ليست إلا واحدة من تمظهرات الأزمة الكبيرة التي تعيشها الرياضة المغربية بشكل عام.. هناك حالة من التخبط تعيشها الكثير من الجامعات الرياضية، وهناك غياب لرؤية واضحة لما يجب أن تكون عليه الرياضة المغربية، وهناك اهتمام بتدبير العمل اليومي بدل أن يكون هناك اهتمام بوضع قواعد صلبة لهذه الرياضة. المسؤولية في هذا الجانب لا تتحملها الجامعات الرياضية فقط، بل إن الدولة مسؤولة أيضا، فقبل سنوات عقدت بالصخيرات المناظرة الوطنية الثانية للرياضة، وهي المناظرة التي اختتمت بتوصيات مهمة، وتميزت أيضا برسالة ملكية غير مسبوقة في لغتها ومضامينها، في ما يخص الجانب الرياضي، واتفق الجميع وقتها على أن هذه الرسالة تضمنت تشخيصا دقيقا لأعطاب الرياضة المغربية، وحلولا جذرية، لكن بدل أن تكون المناظرة التي نظمتها نوال المتوكل لما كانت وزيرة للشباب والرياضة منطلقا لإحداث تغيير غير مسبوق في الرياضة المغربية، ويضعها على السكة الصحيحة، فللأسف الشديد فإن المتوكل وجدت نفسها تغادر مقر الوزارة، بينما اعتبر كثير ممن أفسدوا الرياضة والرياضيين أنفسهم ضمن خانة « إلا من رحم ربك»، بل إننا انتقلنا لمرحلة أخرى من التدبير مع الوزير منصف بلخياط الذي جاء بعدد من أصدقائه وقرر وضعهم على رأس عدد من الجامعات الرياضية. عندما تنفض الرياضة المغربية عنها الغبار الذي اعتلاها منذ سنوات، وعندما تدرك الدولة أنها مسؤولة عن هذا الوضع، وعندما تتوفر لدى الدولة إرادة حقيقية لوضع هذا القطاع على السكة الصحيحة، من خلال إعادة الاعتبار للمؤسسات الرياضية، وأولها الوزارة الوصية، ثم اللجنة الأولمبية، والجامعات الرياضية، وعندما لا تظل الرياضة المغربية أسيرة حسابات ضيقة للمتسلين على السياسة، حينها يمكن أن يتغير كل شيء، ويمكن الحديث عن رياضة مغربية بشكل عام، ثم الرياضة النسوية على وجه الخصوص، أما إذا استمرت العشوائية الحالية، فما علينا إلا أن ننتظر الأسوأ. على امتداد شهرين نظمت الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين كأس الصحافة الرياضية التي تحمل اسم الراحل محمد بوعبيد، وهي الدورة التي شهدت تنافسا بين عدد من المؤسسات الصحفية. هنا لابد من توجيه الشكر للرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين التي نظمت هذه البطولة، وجعلت عددا من العاملين بالمؤسسات الصحفية ينفضون عنهم الغبار ليمارسوا رياضتهم المفضلة، ولابد أيضا من توجيه الشكر لعبد الواحد رحال الذي وضع ملعب رحال رهن إشارة المنظمين ليخوضوا فوق أرضيته المباريات، وأيضا لمسؤولي نجم الشباب، ولحكام عصبة الدارالبيضاء، الذين تحملوا مشكورين عناء إدارة هذه المباريات مجانا.