لم تدم عملية إسقاط المتورطين في قضية اعتداء بالسلاح الأبيض بأحد الأحياء الشعبية بمدينة فاس سوى ساعات. فقد تمكنت مصلحة الشرطة القضائية التي أعلنت حالة استنفار في صفوف عناصرها من الوصول مساء يوم السبت الماضي إلى ثلاثة متهمين في قضية الاعتداء، بينما تم التعرف على الرابع، وأعلن ضمن قائمة المبحوث عنهم، بعدما لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، وأظهرت التحريات الأولية أن المتهمين كانوا قد اعتدوا على التاجر عن سبق إصرار وترصد لسرقة كمية مهمة من المجوهرات كانت بحوزته، مساء يوم الجمعة الماضي، بينما كان يتجاذب أطراف الحديث مع تاجر آخر بالقرب من محل لغسل السيارات، وفي يده محفظة تحتوي على كمية مهمة من الذهب. وكشفت التحريات على أن أحد المتورطين كان مبحوثا عنه على الصعيد الوطني في قضية سرقة موصوفة مشابهة في مدينة طنجة. وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني إن المعلومات الأولية للبحث تفيد بأن المشتبه فيهم تتراروح أعمارهم ما بين 33 سنة ز38 سنة. وأشار إلى أن المتهمين اعترضوا سبيل صاحب المحل بمنطقة بندباب وعرضوه للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض حيث سلبوه حوالي كيلوغرام و200 غرام من معدن الذهب. وتمكن التدخل الأمني من استرجاع هذا الكمية، دون أن يتأتى للمتورطين من بيعه في «السوق السوداء»، وكان هذا هو غرضهم الأساسي وراء الإعتداء. وطبقا للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن التحريات المنجزة بينت أنه يوجد من بين المشتبه فيهم شخص مبحوث عنه على الصعيد الوطني، من طرف مصالح ولاية أمن طنجة، للاشتباه في تورطه في قضية أخرى تتعلق بالسرقة الموصوفة. وقدم مصدر مقرب من تاجر المجهورات، وهو يشيد بالتدخل الأمني، تفاصيل أخرى حول الحادث، موردا، في لقاء مع «المساء»، بأن الضحية «يونس.ع.م» يعتبر من تجار المجوهرات المعروفين في منطقة بندباب. وقال إن هذا التاجر وضع، في بداية الأمر، كمية الذهب في سيارته، لكنه عندما وضعها في محل غسل السيارات، أخرج هذه السلعة، وحملها في يده، وبينما كان يتبادل أطراف الحديث مع تاجر آخر، هاجمهم أشخاص بأسلحة بيضاء، قبل أن يستولوا على هذه الكمية تحت التهديد. وأضاف بأن حادث الاعتداء أسفر عن إصابة التاجر الثاني بجروح على مستوى الرأس استدعت تدخلا طبيا لرتق الجرح بخمس غرزات، بينما تعرض الضحية لضربة موجعة بخلفية السلاح الأبيض على مستوى الرأس، تسببت في اهتزازه، وسقوطه، قبل أن يسطو المعتدون على الذهب. وأفاد المصدر ذاته بأن الأشخاص المعتدون عمدوا إلى ركوب سيارة من نوع ميرسيديس، كانت مركونة بالقرب من مكان الحادث، وانطلقوا إلى وجهة مجهولة. وعمد سائق هذه السيارة إلى إطفاء أنوارها، لتفادي التعرف علاى ملامحه، أو تسجيل لوحاتها، وأبقاها في حالة تأهب، ومباشرة بعد السرقة امتطوا المتورطون السيارة ولاذوا بالفرار، بينما ربط الضحية الاتصال بالشرطة لإخبارهم بالحادث. وأطلقت عناصر الشرطة القضائية تحرياتها في منطقة بندباب الشعبية، واستمعت إلى عدد من المواطنين، وتوصلت إلى معطيات أولية قادتها إلى التعرف على المتورطين، وفي ظرف قياسي تم اعتقال ثلاثة منهم، وحجز الذهب المسروق، وإرجاعه إلى التاجر المتضرر.