كشف تقرير وطني حول أوضاع سوق الشغل بالمغرب عن معطيات صادمة، تمثلت في إحباط آلاف الشباب المغاربة وتشاؤمهم من إيجاد فرصة عمل، خصوصا في ظل استمرار ارتفاع معدلات البطالة، وعدم إحداث الاقتصاد الوطني لفرص عمل تمكن من التقليص من عدد معطلي المغرب، إلى جانب غياب التغطية الصحية وتدني الأجور. وأوضح تقرير المندوبية السامية للتخطيط حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الرابع لسنة 2015، أن 77 ألف عاطل يئس من البحث عن عمل، بما يمثل 6.7 في المائة من الحجم الإجمالي للعاطلين لسنة 2015، مقابل 6.4 في المائة خلال السنة الماضية 2014، خصوصا في ظل عدم إحداث الاقتصاد الوطني سوى 33 ألف منصب شغل، لما بين سنتي 2014 و2015. أما بخصوص العمال الذين حصلوا على فرصة شغل، فإن أوضاعهم لا تختلف كثيرا عن العاطلين، إذ كشف التقرير أن حوالي مستأجرين من بين ثلاثة لا يستفيدون من عقدة عمل، بما يعادل 62.9 في المائة منهم، يستأسد قطاع البناء والأشغال العمومية بحصة الأسد بنسبة تصل إلى سقف 89.4 في المائة. مضيفا، أن الشغل غير المؤدى عنه يمثل %21,9 من الحجم الإجمالي للشغل على المستوى الوطني و%40,8 بالوسط القروي؛ كما أن قرابة ثمانية نشيطين مشتغلين من بين عشرة لا يستفيدون من تغطية صحية بما يعادل 79.4 في المائة من العمال لا يستفيدون من التغطية الصحية، %94 بالوسط القروي و%65,2 بالوسط الحضري. وتبلغ هذه النسبة، ضمن المستأجرين، %59,1 على المستوى الوطني، %82,2 بالوسط القروي و%50,4 بالوسط الحضري. وأوضح التقرير أن نسبة مهمة من العاملين المغاربة، عبروا عن رغبتهم في تغيير عملهم، وذلك من أجل البحث عن شغل يوفر مدخولا أكبر، وكذا البحث عن ظروف عمل ملائمة، فضلا عن مزاولة شغل أكثر استقرارا والتوفر على شغل يتلاءم مع التكوين المحصل عليه. وأشار التقرير أن معدل البطالة بلغ4,1 في المائة لدى الأشخاص غير الحاصلين على شهادة، و%15,6 لدى حاملي الشهادات ذات المستوى المتوسط، حيث سجل %24,2 في صفوف حاملي شهادات التخصص المهني، و%21,2 لدى حاملي الشهادات ذات المستوى العالي، حيث بلغ هذا المعدل %24,4 لدى خريجي الكليات منهم. كما سجل هذا المعدل %20,8 لدى الشباب البالغين من العمر ما بين 15 و24 سنة و%39 في صفوف الحضريين منهم، مقابل %9,7 في النسبة لمجموع الأشخاص البالغين من العمر 15 سنة فما فوق. وتابع التقرير أن 61.2 في المائة من النشيطين المشتغلين هم بدون شهادة، %27,2 لديهم شهادة ذات مستوى متوسط و%11,6 لديهم شهادة ذات مستوى عالي.