عاد امحمد فاخر، مدرب المنتخب الوطني المحلي لكرة القدم الذي تم إنهاء مهامه عقب الإخفاق في نهائيات كأس إفريقيا للأمم «الشان» ليصنع الحدث من جديد، وهذه المرة بعد أن قرر عقد ندوة صحفية بالدار البيضاء ليقدم فيها دفوعاته بخصوص مشاركة المحليين في كأس إفريقيا التي جرت برواندا، وشهدت خروج المنتخب الوطني من الدور الأول عقب احتلاله المركز الثالث في ترتيب مجموعته الأولى برصيد 4 نقاط، من تعادل أمام الغابون بدون أهداف، وخسارة أمام الكوت ديفوار بهدف لصفر، وفوز على رواندا بأربعة أهداف لواحد. يحسب لفاخر أنه برغم الإخفاق في كيغالي، فإنه اختار أن يواجه الصحفيين، وأن يتواصل من خلالهم مع الرأي العام، ولو أنه أعاد في الندوة الكثير من الكلام الذي سبق له أن ردده في تصريحاته الإعلامية عقب مباريات المنتخب الوطني برواندا. لقد تحدث فاخر عن التكوين الغائب في الكرة المغربية، وعن عدم ثقة الفرق في اللاعبين الشباب، وعن أنه ليس مسؤولا عن المستقبل الغامض لكرة القدم المغربية، وأنه لا يمكن أن نبني منتخبا قويا إلا بوجود فرق قوية لها حضور وازن في الكرة الإفريقية، وأن «الشان» بطولة تتقوى دورة بعد أخرى، كما تحدث عن المباريات الودية، وعن الإكراهات التي واجهته وهو في طريقه للمشاركة في هذه الكأس الإفريقية. من حق فاخر أن يدافع عن اختياراته، وعن الطريقة التي خاض بها المباريات، كما من حقه أن يتواصل مع الصحفيين، لكن هنا لابد أن نتساءل، هل وظيفة مدرب المنتخب الوطني سواء الأول أو المحلي، هي التكوين؟ أم اختيار أفضل اللاعبين لتمثيل المنتخب الوطني؟. إن التكوين مهمة الجامعة، ومهمة الفرق، وليست مهمة مدرب المنتخب، ثم إن فاخر عندما تولى المهمة رفقة طاقمه التقني، لم يسبق له أبدا أن تحدث عن مثل هذه الأمور، بل إنه ليس هناك مدرب في العالم يتحدث عن التكوين وعن بطولة قوية، فحتى الإسباني خافيير كليمنتي مدرب المنتخب الليبي، وبرغم غياب بطولة في ليبيا، فإنه لم يسبق له أن بحث عن أعذار لفشله، هو الذي سبق له أن فاز باللقب القاري للمحليين في دورة جنوب إفريقيا. لقد كان بإمكان المنتخب الوطني المحلي، تحقيق نتائج أفضل، لو أن اختيارات اللاعبين كانت في المستوى ولم تحكمها العاطفة، وكان بإمكانها أن تكون افضل لو تم توظيف اللاعبين بشكل جيد. كنا نأمل أن يقول لنا فاخر إن من بين الدروس التي استفادها هو أنه كان من الأفضل لو سافر مبكرا إلى رواندا من أجل التأقلم مع الأجواء وإجراء مباريات ودية هناك، حتى يكون إيقاع اللاعبين في المباريات الرسمية عاليا، وكنا نأمل أن نستفيد من خلاصات تفيدنا في المستقبل، بدل البحث عن أعذار لفشل لا جدال فيه، تتحمل فيه الجامعة نصيبا من المسؤولية لأنها بدورها راهنت على استراتيجية غير معقولة.