نجح المنتخب المحلي لكرة القدم في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للمحليين»الشان» التي ستحتضنها رواندا مطلع السنة المقبلة. لقد حقق المحليون التأهل بالنتيجة والأداء، ففي مرحلة الذهاب تعادلوا أمام تونس بهدف لمثله، وفازوا على ليبيا بثلاثية نظيفة، أما في مرحلة الإياب التي جرت بتونس، فإن المحليين ظهروا بأداء جيد، ذلك أنهم ضربوا بقوة أمام منتخب ليبيا برباعية نظيفة، دفعت الاتحاد الليبي إلى التخلي عن خدمات مدربه الإسباني خافيير كليمنتي، قبل أن يؤكدوا تفوقهم في المباراة الأخيرة أمام تونس، إذ فازوا على البلد المضيف بثلاثة أهداف لاثنين، وقدموا أداء راقيا استحسنه كثيرون. وإذا كان لاعبو المنتخب المحلي ومعهم الطاقم التقني الذي يقودهم أبانوا عن احترافية وجدية كبيرة في التعامل مع الإقصائيات، وأظهروا أنهم بدورهم يملكون مقومات كبيرة على كافة المستويات، إلا أن هناك أسئلة ملحة مازالت تطرح نفسها بحدة بخصوص أهداف الجامعة من هذا المنتخب المحلي، والقيمة المضافة التي تبتغيها من وراء المشاركة في تصفيات «الشان». عندما يطرح سؤال الاعتماد على لاعبين متقدمين في السن في المنتخب المحلي على المدرب امحمد فاخر، فإنه يجيب بدون تردد بأن عقدة الأهداف التي تربطه بالجامعة تلزمه بتحقيق التأهل إلى «الشان» وبلوغ الدور نصف النهائي على الأقل، ولذلك، فإن فاخر يوجه الدعوة للاعبين يملكون الخبرة التي تسمح له بتحقيق الأهداف المسطرة، هنا يبدو فاخر محقا، فمادام أنه مطالب بتحقيق نتائاج معينة، فهو الوحيد الذي يعرف وصفة بلوغ هذه النتائج. لكن مدرب المنتخب المحلي يقع في التناقض في بعض الأحيان خصوصا عندما يقول إن هذا المنتخب هو خزان للمنتخب الأول، فكيف يكون خزانا وأعمار العديد من لاعبيه، أكبر من أعمار لاعبي منتخب الكبار. وإذا كانت التزامات المنتخب المحلي أصبحت عقبة أمام برمجة البطولة «الاحترافية» وانتظام مبارياتها، خصوصا أن فرقا تجد نفسها محرومة من خدمات عدد من لاعبيها على امتداد الأسبوع، فضلا عن توقف البطولة لأسابيع، الأمر الذي يعود عليها بالسلب، فإن الجامعة مطالبة بأن تحدد أهدافها من هذا المنتخب، فإذا كان الوضع سيستمر كما هو عليه اليوم، حيث بعثرة برمجة البطولة، فإن لا فائدة ترجى من هذا المنتخب حتى لو فاز بكأس إفريقيا للمحليين، وربما سيكون من الأفضل أن نحدو حدو الجزائر ومصر التي قررت عدم المشاركة في هذه الكأس، أو أن يكون المنتخب المحلي امتدادا للمنتخب الأولمبي، بمعنى أن يكون معدل أعماره صغيرا، حتى تكون هناك غاية من وراء هذا المنتخب، وأن يكون مدرب هذا المنتخب إذا كتب له أن يستمر على قيد الحياة، هو نفسه مدرب المنتخب الأولمبي..