أثار قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بإلغاء المباراة الودية للمنتخب المحلي أمام منتخب تونس الكثير من الجدل، فطاقم المنتخب الذي يقوده امحمد فاخر يرى أن الفرصة كانت سانحة أمامه ليجري العديد من المباريات الودية خصوصا أن منتخبات إفريقية عديدة تستعد لنهائيات كأس إفريقيا 2015 التي ستقام بغينيا الاستوائية بالمغرب. لقد ظل فاخر يراهن منذ وقت طويل على محطة كأس إفريقيا، لإجراء مباريات مع المنتخبات التي ستحل بالمغرب، وذلك قبل حتى أن يتم سحب تنظيم البطولة من المغرب ونقلها إلى غينيا الاستوائية. لو أقيمت البطولة في المغرب كان فاخر سيجد الطريق سالكا لإجراء المباريات، بما أن الدوري كان سيتم توقيفه، ولن يجد أي مشكل في استدعاء اللاعبين، لكن وفي ظل نقل البطولة إلى غينيا الاستوائية فإن الكثير من الأمور تغيرت، بل إن الجامعة أوقفت البطولة لثلاثة أسابيع، فضلا عن أن الفرق منحت للاعبيها فترة راحة. لنفهم الموضوع جيدا علينا أن نعود للفترة التي كان فيها امحمد فاخر مدربا لفريق الرجاء في الموسم الذي قاده إلى التتويج بلقب البطولة وكأس العرش، وحتى في الموسم الموالي، فقد كان فاخر يقيم الدنيا ولا يقعدها احتجاجا على توجيه مدرب المنتخب المحلي، الذي لم يكن حينها إلا رشيد الطوسي الدعوة للاعبي الرجاء ليشاركوا في التجمعات التدريبية، مما كان يتسبب حسب قوله في إرباك الحصص التدريبية لفريقه الذي كان ينافس على اللقب. اليوم تغير المشهد، ففاخر الذي كان يحتج في العديد من الندوات الصحفية على هذا الموضوع، أصبح هو مدرب المنتخب المحلي، ووجد نفسه في وضع مخالف للذي كان عليه، إذ أضحى في حاجة للمناداة على لاعبي الرجاء والوداد وغيرهم من لاعبي البطولة ضمن استعدادات المحليين، مما وضعه في تناقض كبير مع ما كان يصرح به لما كان مدربا للرجاء، وما يراهن عليه اليوم وهو مدرب للمنتخب المحلي، أو للرديف كما يحلو له أن يسميه. لذلك، فإن أسئلة كثيرة تطرح، إذا كان المنتخب المحلي يستعد لتصفيات كأس إفريقيا للمحليين التي ستجري برواندا، فإن العديد من اللاعبين الذين يعتمد عليهم اليوم قد لا يكونون صالحين غدا لأن بعضهم سينتقل إلى الاحتراف، كما هو حال بلمعلم وحدراف وفتاح، والقائمة طويلة.. هذا ناهيك عن أن فاخر ينادي على لاعبين متقدمين في السن، وبالتالي فإن هذا المنتخب لن يكون خزانا للمنتخب الأول، مع أنه كان من المفروض في إطار بدعة المنتخب المحلي المناداة على لاعبين فوق السن الأولمبي، أي مابين 23 و26 سنة حتى يتسنى الاستفادة منهم، ومنحهم الفرصة، هذا مع العلم أن الجامعة تتحمل بدورها مسؤولية في ما يجري، لأن من الواضح أنها حاولت إرضاء الخواطر وتوزيع المال السايب يمينا وشمالا، ولأن الجامعة بدون برنامج مدروس لهذا المنتخب ومشروع عمل يحدد الجدوى منه، وإذا ما كان مفيدا أو مجرد مضيعة للوقت..