على غير العادة لم يكن امحمد فاخر مدرب المنتخب المحلي مقنعا في إجاباته وهو يرد على أسئلة الصحفيين في الندوة الصحفية التي عقدها يوم السبت الماضي بمدينة مراكش للحديث عن اللائحة التي وجه لها الدعوة للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا التي ستحتضنها رواندا. لقد ظل فاخر يشدد على أنه مستعد للإجابة عن جميع التساؤلات، وأنه يتحمل مسؤولية اختياراته، لكن شريطة ألا تكون هناك أية خلفيات. تعالوا لنتابع بعض إجابات فاخر، وبعدها لنحكم هل كان الرجل مقنعا في إجاباته أم أن الارتباك كان سيد الموقف. في قضية عادل الكروشي الذي وجه له فاخر الدعوة وهو مصاب، شدد فاخر على أن طبيب المنتخب الوطني أخبره أنه لن يكون بمقدور كروشي المشاركة في المباراة الأولى فقط، لكن فاخر لم يشر إلى أن مدة إصابة الكروشي مثلما أنها قابلة للتقلص فإنها قابلة للزيادة. فاخر قال إنه نادى على الكروشي، وأنه سيعتبر غيابه عن المباراة الأولى، كما لو أن الأمر يتعلق بحالة لاعب معرض للإيقاف لمباراة واحدة. لكن هل سيكون كروشي جاهزا للمباراة الثانية، وإذا كان جاهزا من الناحية الطبية فهل سيكون جاهزا من الناحية البدنية، هو الذي غاب عن التنافس مدة طويلة، وهل سيكون لديه الإيقاع واللياقة التنافسية، ثم إن اللاعب الذي يكون موقوفا لمباراة واحدة، فإنه لا يكون متوقفا عن التداريب، أو عن المشاركة في المباريات مع فريقه. أسئلة لاشك أن فاخر يملك الجواب عنها. في ما يخص عبد الرحيم شاكير الموقوف من طرف اللجنة التأديبية للجامعة لست مباريات، ثلاث منها موقوفة التنفيذ، قال فاخر، إن هذا السؤال مهم، ثم أعطى مثالا بحالة زين الدين زيدان نجم المنتخب الفرنسي الذي نطح لاعب المنتخب الإيطالي ماتيرازي في نهائي كأس العالم 2006، وأشار إلى أنه دائما ينصح لاعبيه ويطالبهم بأن يكونوا في مستوى حمل قميص المنتخب الوطني، وألا يعطوا نماذج سيئة للأطفال. في فترة سابقة لم يتردد فاخر في إبعاد اللاعب حمزة بورزوق من لائحة المنتخب المحلي، 24 ساعة قبل مباراتين وديتين للمنتخب المحلي أمام الكونغو وبوركينافاصو، علما أن اللاعب كان التحق بالمعسكر التدريبي. كان مبرر فاخر وقتها أن اللاعب موقوف، ولايمكن الاعتماد عليه، لأنه سيكون في ذلك عدم احترام لفريقه الذي أوقفه. لكن فاخر ضرب عرض الحائط بكل شيء، وأبقى على شاكير ضمن اللائحة، فألا يعني وفق ما سبق أن صرح به فاخر، أنه لا يحترم قرارات الجامعة، وما الذي يدفع مدربا إلى التناقض في تصريحاته وتبريراته. وإذا كان هناك الكثير من الكلام بخصوص لائحة فاخر، وشيوخها، ذلك أن هناك 13 عميدا لفريق ضمن اللائحة، وما هي الجدوى بالنسبة للكرة المغربية من الاعتماد على لاعبين متقدمين في السن في منتخب يراد له أن يكون خزانا للمنتخب الأول، فإنه لا يسعنا إلا أن نتمنى التوفيق للمنتخب المحلي في نهائيات رواندا.