عجلت تعليمات ملكية بعقد اجتماع موسع بين الشرقي الضريس، الوزير المنتدب في الداخلية، ومنتخبي إقليمالحسيمة ورؤساء المصالح الخارجية، من أجل الاستعداد لكل «السيناريوهات الممكنة» في الأيام القادمة، حسب ما قال مصدر رفيع بوزارة الداخلية في تصريح ل«المساء». الضريس اعترف، خلال اللقاء الذي خصص لاستعراض الإمكانيات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لحماية المواطنين، بتقصير الحكومة في التواصل مع الرأي العام بشأن تداعيات الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة. وبينما أكدت مصادر موثوقة للجريدة أن تعليمات ملكية عاجلة صدرت لتوفير كل الإمكانيات الممكنة «لطمأنة سكان المدينة»، دعا الشرقي الضريس، في نفس اللقاء، مصالح الوقاية المدنية إلى التفاعل مع المواطنين المتضررين، مؤكدا أن وزارته عززت مصالحها بالحسيمة بالمزيد من الخيام، وسيتم توزيعها على المواطنين في الأيام المقبلة تحسبا لأي تطور قادم. وأوضح الضريس أن الملك أمر بالقيام بكل الجهود الممكنة بغاية تجاوز سكان مدينة الحسيمة لحالة الخوف والذعر اللذين سيطرا عليهم في الأيام القليلة الماضية بسبب توالي الهزات الارتدادية. واستنادا إلى مصدر رفيع، فإن الحكومة تتجه إلى النزول بكل ثقلها في الأيام القليلة المقبلة بكل من مدينتي الحسيمةوالناظور، مع وضع «كل المصالح في حالة استنفار»، مؤكدا أن وزارة الداخلية أمرت كل المصالح التابعة لها «بالبقاء في حالة استنفار منذ الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة». وأبرز المصدر نفسه أن «الملك يتابع شخصيا ما يجري في الحسيمة وباقي المدن التي ضربها الزلزال، وأمر بتوفير كل ما يلزم للساكنة». من جانبه، أعلن الكاتب العام لوزارة الصحة عن تعزيز المديرية الجهوية لوزارة الصحة بالحسيمة بخمس سيارات إسعاف جديدة، ابتداء من يوم أمس، مع تعزيز الطاقة الاستيعابية للمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالحسيمة بأربع وثمانين سريرا جديدا. وقال إن وزارته وضعت الأطقم الطبية بالمستشفيات الإقليمية لكل من الحسيمة، طنجة ووجدة في حالة يقظة متواصلة لاستقبال المتضررين المحتملين، بالإضافة إلى وضع مروحية خاصة رهن مصالح الصحة بالحسيمة للتدخل في الحالات المستعجلة. ومن المفترض أن يكون الوزير المنتدب في الداخلية قد قام بزيارة إلى مدينة الناظور، التي شملها الزلزال الأخير، للوقوف على استعدادات السلطات والمصالح الخارجية «لحماية السكان» من آثار الزلزال. وساعات فقط بعد زيارة الشرقي الضريس إليها، خرجت مسيرات حاشدة بمدينة إمزورن التي تبعد عن الحسيمة بحوالي عشرين كلمترا تطالب السلطات بتوزيع الخيام»في أجل لا يتعدى اليوم الواحد». ورفع المحتجون في مسيرات ليلية غير مسبوقة منذ أن ضرب زلزال عنيف المدينة يوم الإثنين الماضي، شعارات منددة ب»تقصير الحكومة في التدخل العاجل لإيواء الناس الهاربين من جحيم الزلزال» ومستنكرة في نفس الوقت الصمت الرسمي إزاء الآثار النفسية العميقة التي أفضى إليها الزلزال. وتوعد المحتجون بمسيرات أخرى ما لم تتدخل الحكومة بشكل عاجل لتلبية حاجيات المواطنين، لاسيما وأن الهزات الارتدادية أدت إلى مبيت الآلاف من السكان في الشارع. وتجمهر العشرات من السكان أمام مقر الوقاية المدنية معتقدين أن السلطات ستشرع فورا في توزيع الخيام عليهم ليتفاجأوا بأن مصالح الوقاية المدينة لم تتلق بعد إذنا من لدن وزارة الداخلية.