كشف مصدر مطلع أن جولات الملك الخاصة، والتي تستمر أحيانا إلى ما بعد منتصف الليل بأهم شوارع الدارالبيضاء كانت وراء غضبة ملكية على مشروع عقاري لم يمر على تشييده أكثر من سنتين، وجرى هدمه في جنح الظلام بحضور مسؤولين أمنيين ومنتخبين ورجال السلطة المحلية دون أن يتم الكشف عن ملابسات الحادث. وقال مصدر ل«المساء» إن البناية الحديثة التشييد والمطلة على البحر مقابل البناية والمقهى الأثرية «السقالة» بشارع الموحدين، أوشكت على الاختفاء، بعد أن اكتشفت خروقات في الترخيص لها، إضافة إلى أنها لم تحترم تصميم التهيئة، إذ تحول دون رؤية البحر، إضافة إلى أنها كانت تبدو نشازا بشارع الموحدين الذي مر منه الملك محمد السادس أكثر من مرة خلال الزيارة الملكية بالدارالبيضاء. وفوجئ سكان المدينة القديمة بأصوات عدد من الرافعات والشاحنات تستعد لهدم العمارة المعروفة بشارع الموحدين والقريبة من المشروع السياحي الضخم «مارينا» الذي سيجري تشييده قريبا من طرف الملك محمد السادس. ولم يعرف رجال السلطة المحلية ومسؤولون بالأمن الأسباب الحقيقية وراء هدم بناية حديثة عبارة عن مكاتب، لم يمض على تشييدها سوى سنتين تقريبا، إذ استنفر الحادث منتخبين معروفين إضافة إلى عمدة مدينة الدارالبيضاء الجديد. وتزامن حادث هدم العمارة مع زيارة قام بها أعضاء المكتب المسير لمجلس مدينة البيضاء مرفقين بالكاتب العام للجماعة، إلى مرافق مشروع مارينا البيضاء، وتعرفوا عن قرب على تقدم الأشغال به، قبل زيارة الملك للمشروع. وقدمت أطر من الشركة المسيرة للمشروع لفريق عبد العزيز عماري عددا من الشروحات والماكيطات المتعلقة بواحد من أهم المشاريع المهيكلة التي دشنها المجلس السابق والتي من المنتظر أن تحدث ثورة في انفتاح المدينة على محيطها بعد أن أدارت له وجهها لعدة سنوات.