يشعر العديد من السائقين في العاصمة الاقتصادية بالضجر في الشهور الأخيرة، ليس فقط بسبب الاكتظاظ الشديد الذي تغرق فيه المدينة منذ عقود طويلة، بسبب تضاعف عدد السيارات، ولكن بسبب أشغال الخط الثاني ل"الطرامواي" الذي سيربط بين مجموعة من الأحياء الآهلة بالسكان. وتثير أشغال الطرامواي التي انطلقت منذ شهور حالة من الاستياء، وفي هذا الصدد قال أحد المتتبعين للشأن المحلي البيضاوي إنه كان من المفروض أن يتم فتح طرق جديدة لتفادي المرور من أماكن الأشغال، فلا يعقل أن يظل السائقون لمدة ثلاثين دقيقة في محور واحد، كما أنه لابد من الإسراع في تنفيذ هذا المشروع. الضجر الذي يشعر به بعض السائقين لا مبر له، حسب بعض الآراء، على اعتبار أنه لابد من التسلح ببعض الصبر، لأن إنجاز الخط الثاني ل"الطرامواي هو لفائدة جميع سكان المدينة، وهو ما كان يبرر تقديم الاعتذار المسبق من طرف بعض المسؤولين للمواطنين كلما تم الإعلان عن مثل هذه المشاريع، فالدارالبيضاء حسب أنصار هذا الرأي، تحولت في الشهور الأخيرة إلى ورش لإنجاز الكثير من المشاريع التنموية التي ستعود على المواطنين بالنفع. كل هذا الكلام لا يمكنه أن يقنع بعض الغاضبين من الاكتظاظ الذي تعرفه شوارع البيضاء، مؤكدين أنه لابد من الإسراع في تنفيذ هذه المشاريع واعتماد حلول لتفادي الاكتظاظ قبل بداية الأشغال، لأن ذلك يكون على حساب صحة المواطنين، فالاكتظاظ في العاصمة الاقتصادية لم يعد يطاق، فالكثير من المواطنين تحولت السياقة بالنسبة إليهم إلى معركة يومية وعذاب لا ينتهي إلا بعد العودة إلى منازلهم. وتشهد الدارالبيضاء حاليا إنجاز الخط الثاني ل"الطرامواي"، إذ شرعت الدارالبيضاء للنقل، التي تشرف على إنجاز خطوط الطرامواي في أشغال البنية التحتية للخط الثاني، خاصة في المحور الذي يربط بين البرنوصي وشارع أنوال، والذي يمتد على طول 15 كلم، ليرتبط بالمقطع الموجود في الخط الأول الرابط بين شارع أنوال وعين الدياب، والذي يمتد على طول5 كلم. وسيربط هذا الخط بين أحياء تعرف كثافة سكانية مهمة مثل الحي المحمدي وجزء من درب السلطان بشبكة الطرامواي. وانطلقت الأشغال الأولية لهذا الخط يوم 21 ماي 2015 بعد إجراء جميع الدراسات الجيوتقنية والطبوغرافية، خاصة على مستوى قيسارية الحي المحمدي وشارع ابن زعير عبد السلام، كما سيتم تمديد تمديد خط "الترامواي" الأول، الذي ينتهي بمنطقة الكليات ليصل إلى حي ليساسفة.