بينما كانت تشير كل التوقعات إلى أن يظفر إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بزعامة الحزب بسهولة بالغة، أظهرت كواليس المؤتمر الوطني الثالث أن مصطفى بكوري دخل على خط الصراع حول منصب الأمانة العامة. وإلى حدود صباح أمس، لم يستطع قياديو «البام» الحسم في هوية القائد الجديد ل»الجرار» رغم كل الجهود التي بذلها أعضاء من المكتب السياسي لاحتواء الصراع، ففي الوقت الذي يريد إلياس العماري، رئيس جهة الشمال، أن يقود حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة المقبلة، أسرت مصادر الجريدة أن بكوري اتصل بقياديين بارزين في المكتب السياسي طالبا منهم دعم طلبه للترشح لولاية ثانية. ورغم أن قيادة الحزب حاولت إخفاء مظاهر الصراع بين الرجلين، أكدت مصادر موثوقة أنه طيلة 4 أيام كاملة «حدثت أمور كثيرة منها إعلان بكوري عن رغبته في الترشح للأمانة العامة وهو الأمر الذي فاجأ كلا من إلياس العماري وحكيم بنشماس»، موضحة في هذا الصدد أن «الأمور كانت محسومة في البداية لصالح العماري، وقد بدأ التحضير للمرحلة الجديدة، بيد أن بكوري قلب كل الأوراق حين أعلن بشكل صريح رغبته في خلافة نفسه مدعوما ببعض قيادات المكتب السياسي». واستنادا إلى مصادر الجريدة، فإن القيادة الوطنية للحزب انسحبت مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية، ولم تحضر في انتخابات المجلس الوطني أملا في رأب الصدع قبل الدخول إلى فعاليات المؤتمر، غير أن المفاوضات، تضيف مصادر «المساء»، انتهت إلى «البلوكاج»، ومن المفترض أن تكون القيادة دخلت في خلوة ثانية صباح أمس من أجل التوصل إلى «تسوية نهائية» وتجنب أي اصطدامات خلال الإعلان عن انتخاب الأمين العام الجديد. ووفق مصادر الجريدة، فإن التوجه العام هو انتخاب إلياس العماري أمينا عاما جديدا للحزب ما لم تحدث أي مفاجآت في الدقائق الأخيرة، خاصة أن بعض الأصوات تقول إن انتخاب العماري في هذه اللحظة سيضعف الحزب انتخابيا. من جهة أخرى، أبرزت مصادرنا أن بنعدي، الأمين العام السابق للحزب، عبر عن رغبته في قيادة المجلس الوطني للحزب في المرحلة المقبلة، فيما تشير كل التوقعات إلى أن تكون فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش السابقة، هي خليفة حكيم بنشماس على رأس برلمان الحزب في الأربع سنوات المقبلة. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن بعض الأصوات طالبت بانتخاب بنعدي رئيسا للمجلس الوطني لاحتواء الأزمة التي خلقها بتصريحاته قبيل المؤتمر، فيما كان التوافق على المنصوري أياما قليلة فقط من موعد المؤتمر الوطني الثالث الذي يرأسه بلماحي. في هذا السياق، سيطرت الوجوه الشابة والنساء على تشكيلة المجلس الوطني الجديد، فيما أسرت مصادرنا أن تشكيلة المكتب السياسي ستنحو صوب انتخاب أعضاء شباب في القيادة الجديدة، ولم تستبعد أن «تكردع» أسماء وازنة في انتخابات الأمانة العامة للحزب.