التحق إلياس العماري، الرجل القوي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بالمكتب السياسي للحزب، بعدما كان قد أعلن خلال دورة المجلس الوطني التي أعقبت المؤتمر الاستثنائي للحزب أنه لن يتحمل «أي مسؤولية في المكتب السياسي للحزب». وقالت مصادرنا إن «مصطفى بكوري ومعه أعضاء المكتب السياسي ضغطوا عليه للالتحاق بالمكتب السياسي». التحاق العماري جاء بعد اجتماع المكتب السياسي للحزب في مراكش، مساء أول أمس السبت، والذي أعلن فيه بكوري، الأمين العام للحزب عن 5 من أعضاء المكتب السياسي الجدد في انتظار تحديد هوية عضو واحد في الأيام المقبلة. وكان أعضاء المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة قد منحوا صلاحية تعيين 6 من أعضاء المكتب السياسي لمصطفى بكوري، الأمين العام للحزب، وحكيم بنشماس رئيس المجلس الوطني للحزب. وحملت اللائحة الجديدة لأعضاء المكتب السياسي مفاجآت كبيرة، حيث خلت من أسماء وازنة داخل الحزب، في مقدمتها محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام السابق للحزب، ولم يتمكن يونس السكوري من الحفاظ على موقعه في تشكيلة المكتب السياسي. وضمت اللائحة أسماء أخرى، من بينها الأستاذ الجامعي محمد بنحمو والمستشار عبد الرحيم بنعثمون ومحمد العسري، المنضم حديثا إلى المجلس الوطني ضمن لائحة الفعاليات وعلي بلحاج، رئيس الجهة الشرقية. وكشفت مصادر موثوقة أن «مصطفى بكوري وجد صعوبات بالغة في تحديد هوية الملتحقين بالمكتب السياسي، حيث تجنب ضم عناصر تحسب على أحد التيارات المتصارعة داخل البام» مفيدة أن «بكوري طعم المكتب السياسي بعناصر جديدة خشية تغذية الصراع الدائر بين ما يسمى بالتيار اليساري والتيار المحافظ بالرغم من أنه نفى وجود تيارات متصارعة في وقت سابق». وإذا كانت بعض المصادر تشير إلى أن «عدم إدراج اسم الشيخ بيد الله في قائمة المكتب السياسي جاء استجابة لرغبته» فإن مصادر أخرى أكدت ل«المساء» أن «الشيخ بيد الله غير راض عن الطريقة التي تم بها تدبير الانتخابات التشريعية الماضية، وأن ثمة صراعا خفيا بينه وبين القيادي في الحزب، إلياس العماري». في المنحى ذاته، أكدت مصادر مطلعة ل»المساء» أن هوية العضو المتبقي ستحسم في الأيام القليلة المقبلة، مرجحة أن يكون صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم الحزب سابقا، آخر الملتحقين بتشكيلة المكتب الوطني. وأردفت المصادر ذاتها أن «قيادات من الحزب دخلت في اتصالات مع صلاح الوديع بغاية انضمامه إلى المكتب السياسي».