في البطولة المغربية لكرة القدم التي تسمى قسرا «احترافية»، لا تتوقف الإشارات التي تؤكد أننا لا نتقدم خطوة إلا الأمام إلا ونرجع خطوات كثيرة إلى الوراء، وكأن قدر الكرة في المغرب أن لا تراوح مكانها. ففي المنتخب المحلي، تابعنا كيف تطورت قضية اللاعب عادل كاروشي، وكيف أن لاعبا مصابا تم إشراكه في مباراة فريقه، وليت المشكل توقف عند ذلك، بل كيف أن محمد فاخر، وهو الذي كان أول من انتقد إشراك اللاعب، تراجع بسرعة عن موقفه، بل ولم يكتف بذلك بل وجه الدعوة إلى اللاعب للسفر مع المنتخب إلى رواندا، ليكفر عن زلة لسانه. ثم في نفس الوقت، كان صادما أن اللاعب يوسف أكردوم يعاني من مشكل صحي، ولولا إلزامية إخضاعه لفحص طبي قبل السفر إلى رواندا، لكان اللاعب استمر في اللعب دون أن يدري ماذا ينتظره. هذا ليس سوى مشكل من أحد المشاكل الكثيرة التي تعيشها الأندية، وتعجز الجامعة عن ايجاد حل لها. ففي الأندية المغربية، لا يغيب فقط الأطباء، وإنما تغيب أيضا الكفاءة وحسن تدبير أمور الفرق، ولذلك، جميعها بدون استثناء تصر على أن تخبط خبط عشواء. قبل سنوات انشأت جامعة كرة القدم لجنة للنزاعات للبت في ملفات اللاعبين والفرق، وعدم ضياع حقوقهم المالية، وحقوق الفرق أيضا. في عهد جامعة الفهري، وبرغم أخطاء البداية، وبرغم بعض التجاوزات، فإن هذه اللجنة كانت تبت في الملفات بسرعة وتعلن قراراتها، لكن في عهد الجامعة التي يقودها فوزي لقجع اختلفت الأمور كليا، فقد تراكم أزيد من 200 ملف، بل إن هناك لاعبين توقفوا عن الممارسة وأصبح مستقبلهم مهددا، ومع ذلك فإن الجامعة مازالت مصرة على التلاعب بمستقبل هؤلاء اللاعبين، فالملفات تتراكم، وليست هناك قرارات نهائية، ذلك أن انتقال عبد الرحمان البكاوي من لجنة النزاعات إلى العصبة الاحترافية، حيث يشغل مهمة كاتب عام لها، واستفادة كاتبة اللجنة من عطلة للولادة جعل الأمور تتوقف، وكأن الجامعة ليست مؤسسة من المفروض أن تضمن الاستمرارية في العمل، بل إن الأمر المثير والمريب في الآن نفسه، هو أنه من المفروض أن يتم منع الفرق التي لديها نزاعات من القيام بانتدابات، لكن للأسف الشديد فإن الجامعة اختارت الصمت و»عين ميكا»، لتستمر الفوضى والعشوائية في التدبير، ويظل مصير عدد من اللاعبين معلقا، في انتظار ساعة الخلاص. مسؤولية الجامعة ضمان حقوق اللاعب الممارس، وضمان حقوق الفرق أيضا، لكنها اليوم وللأسف الشديد تقوم بنقيض ذلك تماما، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام. ما فائدة لجنة النزاعات إذا كانت ملفات اللاعبين سيطالها الغبار، وما فائدة العصبة الاحترافية، إذا كانت مؤسسة ميتة؟ وما فائدة كل هذا التنظير هنا وهناك، إذا كانت الأمور ستتفاقم بهذا الشكل. في المغرب كثير من رؤساء الأندية يرفعون شعار «أنا وبعدي الطوفان»، بمعنى أدق لا يهم ميزانية الفريق، ولا المستحقات المتأخرة، والديون المتراكمة على الفريق، لكن يهم أي رئيس أن ينقذ موسمه، حتى ولو كان ذلك بالتعاقد مع عشرات اللاعبين الجدد، لأنه لا أحد يشهر سيف المنح في حق رئيس، إذا تجاوز الحد المسموح به، ومن يمكنه ذلك؟ ولجنة مراقبة الأندية غير قادرة على التحرك؟