تتجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى الدفع بعبد الله غلام الرئيس السابق لفريق الرجاء، ونائب علي الفاسي الفهري في آخر مكتب جامعي قبل تولي فوزي لقجع لرئاسة الجامعة لشغل مهمة رئيس للعصبة الاحترافية في الجمع العام الذي سيعقد في 25 مارس الجاري، في استمرار لسياسة التعيينات التي يعرفها المشهد الرياضي. إنشاء العصبة الاحترافية لم يكن خيارا لجامعة كرة القدم بل إنه ضرورة فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ولذلك، لم تجد الجامعة أمامها من بد إلا إنشاء هذه العصبة، ولو أن هناك ثقوبا قانونية ستلقي بظلالها، أهمهما عدم اكتمال الهياكل المشكلة للعصبة الاحترافية، والإصرار الكبير للجامعة على تحويل العصبة إلى ملحقة تابعة لها، ومحاولة إحكام القبضة عليها، بتعيين المقربين والأصدقاء، بدل إعطاء الفرصة لصندوق الاقتراع ليقول كلمته، بل إنه عند الاطلاع على القانون الأساسي الذي وضعته الجامعة فإننا سنجد أنه «خيط» على المقاس، بل إن المتتبع سيعتقد أن الأمر يتعلق بإحدى اللجان التابعة للجامعة، وليس مؤسسة من المفروض أن تتوفر لها كل الشروط لتخدم قولا وفعلا الكرة المغربية وترقى بالبطولة المسماة احترافية إلى المستوى الذي يأمله الجميع، لذلك، من العيب أن ما يحرك الكثيرين في الجامعة اليوم هو الرغبة في التحكم ووضع اليد على كل شيء وليس الإصلاح، كما أنه من العيب أن ما يحرك مسؤولي الجامعة هو والخوف والهلع من أن يجدوا أنفسهم وقد أصبحوا بعيدين عن تسيير شؤون البطولة، مع أنه من الإيجابي تفويض تسيير البطولة للعصبة الاحترافية، حتى يتحمل مسؤولو الفرق المسؤولية كاملة. لقد عشنا مع غلام تجربة مراقبة مالية الأندية في عهد جامعة علي الفاسي الفهري، وتابعنا كيف أن الرجل ظل يراقب ما يجري بهدوء قاتل، دون أن يفعل المساطر التي أشرف عليها، ودون أن تكون له الجرأة على وقف النزيف المالي للفرق التي كانت تقوم بانتدابات رغم أن لديها ملفات كثيرة في غرفة النزاعات بالجامعة، وتابعنا كيف أن الرجل الذي أنيطت به مهمة الناطق الرسمي للجامعة قد احترف الصمت، وتحدث مرة واحدة عند الإعلان عن الانفصال عن البلجيكي إيريك غيريتس المدرب الأسبق للمنتخب الوطني. قد تكون لغلام الكثير من المؤهلات، بيد أن واقع اليوم يفرض على المسؤول تواصلا أكبر، كما أن الاخلاق الرياضية تفرض على غلام الذي أعلن اعتزاله التسيير أن يكون رئيسا لفريق أو على الأقل عضوا في أحد المكاتب المسيرة، لا شبحا يأتي في آخر لحظة.