فجأة وجد يوسف أكردوم لاعب الدفاع الجديدي نفسه خارج لائحة المنتخب الوطني للمحليين الذي سيشارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بعد أن كشفت الفحوصات الطبية إصابته في إحدى عضلات القلب، الأمر الذي سيفرض عليه الخضوع للراحة التامة لمدة شهرين كاملين. لقد سبق لأكردوم أن حمل عدة مرات قميص المنتخب الوطني المحلي، وشارك في العديد من التجمعات التدريبية، دون أن تتبين إصابته بأي شيء، بيد أن الأمور اختلفت كليا هذه المرة، لتظهر الفحوصات أن أكردوم يحتاج إلى راحة تامة، وأن مشاركته في التداريب أو المباريات من شأنها أن تشكل خطرا عليه. ولأن هناك من حاول أن يرمي كرة مرض أكردوم هنا أو هناك، فإن مسؤولي الدفاع الجديدي خرجوا ليؤكدوا أن لاعبي الفريق يخضعون لفحوصات طبية كل 3 أشهر، وأن الأمر لا يتعلق بأي إهمال، مشيرين إلى أن اللاعب سبق له أن شارك مرارا مع المنتخب المحلي، ولم يتبين أنه يعاني من أي شيء. وإذا كان «البوليميك» حول حالة اللاعب أكردوم ليس مهما، إلا أن الأساسي هو أن ينتبه الجميع فرقا وجامعة إلى أهمية المراقبة الطبية المستمرة للاعبين، حتى لا تزهق أرواح أو يخطف الموت لاعبين في عمر الزهور. وهنا لا بد أن نتساءل، هل من المعقول في بطولة يقال إنها احترافية، أن يكون هناك لاعبون لا يتوفرون على ملفات طبية، وإذا كان هذا هو حال البطولة «الاحترافية» فماذا عن بطولة القسم الثاني؟ ولماذا لا تجعل جامعة الكرة من المراقبة الطبية أولويات الأولويات، وأن تفرض على جميع الفرق أن يتوفر لاعبوها على ملفات طبية، وأن يخضعوا بشكل مستمر للفحوصات، خصوصا أن متغيرات صحية يمكن أن تحدث بين يوم وآخر، فما بالك إذا تعلق الأمر بلاعب لكرة القدم؟ ولماذا لايوجد أي دفتر تحملات ينص على مثل هذه الأمور، بل ما فائدة الاحتراف، إذا كان اللاعبون لا يخضعون للمراقبة الطبية بانتظام، وما فائدة كل الأموال التي تصرف هنا أو هناك، إذا كان الوضع سيظل كما و عليه؟ ولماذا تمنح الجامعة تراخيص المشاركة في البطولة الاحترافية للفرق دون أن تلزمها باحترام العديد من الشروط وبينها الجانب الطبي؟ لقد سبق لعبد الرزاق هيفتي طبيب المنتخب الوطني أن أعلن أن هناك لاعبين في البطولة الاحترافية بدون ملفات طبية، وأن بين هؤلاء اللاعبين من التحقوا بالمنتخب المحلي، وأنه وجد نفسه ملزما بأن يبدأ معهم من نقطة الصفر. وإذا كان النقاش حول المراقبة الطبية للاعبين يطفو على السطح مع كل واقعة أو هزة، ثم يدخل غياهب النسيان، فإن المفروض ألا يكون النقاش حول الملفات الطبية للاعبين عرضيا، فاللاعب هو المحور الأساس في اللعبة، ويجب ضمان سلامته. بقي فقط أن نتمنى الشفاء للاعب يوسف أكردوم.