يوم الإثنين الماضي عقدت العصبة الوطنية لكرة «الاحترافية» أول اجتماع لها، وهو الاجتماع الذي خصص لتوزيع المهام، وتعيين اللجان ورسم «خارطة طريق» المرحلة المقبلة. يوما واحدا بعد هذا الاجتماع نظمت العصبة الاحترافية بشراكة مع الجامعة يوما إخباريا لفائدة أطر ومسؤولي فرق القسمين الأول والثاني، والمكلفين بتنظيم المباريات والتنسيق الإعلامي، وهو الاجتماع الذي أطره كل من عبد الرحمان البكاوي كاتب عام العصبة الاحترافية، و محمد مقروف الناطق الرسمي و مستشار رئيس الجامعة والمكلف بالعلاقات مع الصحافة، و فؤاد الزناتي مدير التسويق و التواصل بالجامعة. وإذا كان الاجتماع الأول للعصبة الاحترافية قد تأخر كثيرا، خصوصا أن آمالا كبيرة عقدت على هذه العصبة لتساهم في إحداث نقلة نوعية في المشهد الكروي خصوصا في الجوانب التنظيمية والتسويقية والإعلامية، علما أن الموسم الكروي قد انطلق، إلا أن الاجتماع الثاني بدا مهما، فهذه أول مرة يتم فيها التطرق لمثل هذه الأمور التنظيمية والإعلامية، خصوصا أن الطريقة التي تنظم بها اليوم مباريات البطولة ليست مشرفة على الإطلاق، ولاتخدم المنتوج الكروي المغربي ولا تسويقه. معظم الملاحظات سواء التي أدلى بها البكاوي أو مقروف أو الزناتي، أو ممثلي الفرق جيدة، لكن الأساسي اليوم هو كيف يمكن تفعيل هذه الأمور الإيجابية وتطبيقها على أرض الواقع، بمعنى كيف يمكن أن ننزل هذه الأمور النظرية على أرض الواقع. لقد سبق للجامعة أن أصدرت مجموعة من الدوريات، وسبق لها أن لفتت الانتباه إلى مجموعة من الأمور التنظيمية، لكن مجموعة من الفرق تصر على إدارة ظهرها لكثير من الأمور، إما بوعي أو بدون وعي. لذلك، لكي ننتقل من مرحلة القول إلى الفعل، فإن كل ما تم الاتفاق عليه يجب التنصيص عليه في نصوص قانونية، إذا لم تحترم يجب أن تكون تكلفتها باهظة من خلال إنزال غرامات مالية على الفرق، فسيف القانون هو الذي يمكن أن يصنع الفارق، ويضع في اعتبار المسؤول أن هناك أمورا تغيرت، وأن زمن الأمس ليس هو زمن اليوم. ليس مقبولا مثلا في بطولة تنقل فضائيا أن نرى أشياء تشوه صورة النقل التلفزيوني، وليس مقبولا كذلك أن لاتلتزم الفرق بتنظيم الندوات الصحفية للمدربين بعد المباريات، فالندوة الصحفية ليست ترفا بل هي جزء من صورة التنافس الكروي وتسويق البطولة، وليس مقبولا كذلك أن تكون هناك منصة صحافة أشبه بزنازين السجون. هناك الكثير مما يمكن القيام به على المستوى التنظيمي، لكن دون صرامة، ودون عقوبات مالية رادعة، وخصم للنقاط من رصيد الفرق إذا اقتضى الحال، فإن لاشيء سيتغير.