أقدم رجال أمن، عصر أول أمس، على تعنيف العديد من الصحفيين، وصدهم بالهراوات والركل أثناء محاولتهم ولوج الملعب البلدي بالقنيطرة، لتغطية أطوار المقابلة الودية التي جمعت النادي القنيطري لكرة القدم بنظيره شبيبة القبائل الجزائري، وانتهت بفوز هذا الأخير بهدف يتيم، في مواجهة عرفت حضورا جماهيريا كبيرا، ردد شعارات ترحب بالضيف الجزائري، وتؤكد مغربية الصحراء. واستعملت العناصر الأمنية، التابعة لقوات الأمن العمومي، العصي لمنع الصحفيين من الدخول، رغم إدلاء هؤلاء ببطائقهم المهنية. وكشف شهود عيان، في تصريحات متفرقة ل «المساء»، أن رجال الشرطة تهجموا بشكل عنيف على ممثلي مختلف المنابر الإعلامية، وكالوا لهم أمام الملأ، ودون أدنى مبرر، كل أنواع السب والشتم والكلام النابي. وقالت المصادر، إن عنصرا أمنيا أمسك بتلابيب صحفي، وانهال عليه بعبارات كلها قدح وتخدش الحياء، لم يسلم منها كذلك، مستشار جماعي، ومواطنون آخرون جاؤوا لمشاهدة اللقاء، وهو ما دفع الجميع إلى استنكار هذا السلوك الأمني المنافي للآداب والأخلاق العامة، ،الذي كادت معه الأمور أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، يضيف المتحدثون، بعدما أصر الغاضبون على ولوج الباب الرئيسي للملعب لمتابعة المباراة، طالما أن إدارة النادي قررت مجانيتها. ولم تهدأ فورة الاحتجاج إلا بعد تدخل كبار المسؤولين الأمنيين، بينهم، حفيظ فلوس، رئيس مصلحة الاستعلامات العامة بولاية أمن القنيطرة، حيث حاولوا امتصاص غضب الصحفيين، الذين عقدوا اجتماعا طارئا، تدارسوا خلاله سبل الرد على هذا الأسلوب الأمني العنيف. من جانبه، شجب اتحاد الصحفيين الرياضيين بالجهة، الذي كان رئيسه كريم شكري أحد ضحايا هذا التدخل، ما أسماه التحرشات الأمنية والممارسات القروسطوية الناقمة على أصحاب مهنة المتاعب، الذين كانوا، حسب رأيه، عرضة لتعسف وتنكيل لا يجد مرجعا له سوى في مغرب تحجيم فضاء الحقوق والحريات. إلى ذلك، علمت المساء، أن رئيس الاستعلامات العامة بولاية الأمن وعد بعقد اجتماع مع رجال الصحافة، الأسبوع المقبل، يحضره بعض مسيري الكاك، لاحتواء كل هذه الانزلاقات التنظيمية والأمنية.