قدم رشيد الوالي العلمي استقالته من رئاسة المغرب الفاسي فرع كرة القدم، وهي الاستقالة التي خطها بيده على ورقة عادية دون أن يحدد وجهتها. واضطر العلمي إلى الانسحاب من رئاسة الفريق الفاسي بعد ضغط رهيب مارسه أعضاء من مكتبه المسير يتقدمهم نائب الرئيس، أحمد المرنيسي، الذي كان أول من أعلن تخليه عن مساندة العلمي، قبل أن تليها استقالات شفوية من عدة أعضاء كانوا إلى عهد قريب يباركون كل خطوات الرئيس. وبهذا السيناريو، يسير المغرب الفاسي نحو جمع عام استثنائي نهاية الأسبوع القادم، وهو الجمع الذي سيعلن عن تاريخه الرئيس المفوض أحمد المرنيسي، الذي قال بأنه سيفتح باب الترشيح من جديد على أن يكون الجمع سيد نفسه إما انتخاب رئيس جديد أو تشكيل لجنة مؤقتة تسهر على تسيير الفريق الفاسي إلى متم الموسم الحالي. وحاولت «المساء» ربط الاتصال برشيد الوالي العلمي من أجل أخذ وجهة نظره في الأحداث المتسارعة الأخيرة غير أن هاتفه، ومنذ تواريه عن الأنظار، يرن بدون إجابة. بداية الأزمة بدأت أزمة المغرب الفاسي مع توالي النتائج السلبية للفريق الأول، رافقتها أزمة سيولة مالية حادة أجبرت الرئيس إلى التراجع إلى الخلف بداعي المرض و تفويض أحمد المرنيسي للسهر على تسيير الشؤون اليومية للفريق، قبل الاهتداء إلى عقد جمع عام استثنائي. ومنذ الإعلان عن عقد الجمع الاستثنائي و تقديم اسماعيل الجامعي رئيسا مرتقبا للمغرب الفاسي، تزعزع الحلف الذي كان أتى برشيد الوالي العلمي رئيسا للمغرب الفاسي، حيث ذهبت فئة لمساندة الكنز القادم اسماعيل الجامعي في الوقت الذي نشطت فيه الفئة الثانية تارة في الخفاء وتارة أخرى في الفضاء الأزرق «فايسبوك» من أجل قطع الطريق على المرشح الوحيد. قبل أسبوع من موعد الجمع أقام المرشح الوحيد مأدبة عشاء على شرف المنخرطين من أجل تقديم برنامجه الانتخابي، وهو الاجتماع الذي غاب عنه منخرطون بارزون، غياب أكد بالملموس وجود تصدع وسط التحالف الذي أتى بالعلمي. الجامعي يتراجع في آخر لحظة قبل 48 ساعة من موعد انعقاد الجمع الاستثنائي، خرج الرئيس العلمي للمطالبة بضمان حقوق بعض الأشخاص الذين أقرضوا الفريق مبلغ 68 مليون، وهي الخرجة التي دفعت الجامعي إلى مراجعة أوراقه والتراجع عن فكرة قيادة باخرة المغرب الفاسي، موقف فاجأ فعاليات المغرب الفاسي التي كانت استبقت الأحداث و قدمت الرجل بصفته رئيسا قادما إلى السلطات المحلية والمنتخبة، بل وضعهم في حرج بعد تأكدهم من أن الرجل صادق في انسحابه من السباق على الرئاسة. تأجل الجمع لأسبوع بطلب من الجامعي و موافقة فورية من العلمي، مع أن الجميع كان على علم بأن الجامعي لن يترأس الفريق، وهو ما تنبأ به بعض العارفين بخبايا الفريق الفاسي منذ الوهلة التي بدأ فيها الحديث عن اسم اسماعيل الجامعي. وبالفعل وقبل حلول الموعد الثاني للجمع الاستثنائي أعلن الجامعي انسحابه بشكل رسمي و تعهد في مقابل ذلك بتقديم دعم مادي دسم حدده المرنيسي في مبلغ 400 مليون سنتيم. ظهور المال فجر المستور تزامن دعم الجامعي (400 مليون سنتيم) مع الإفراج عن منحة الجامعة (200 مليون سنتيم) و منحة مجلس المدينة (150 مليون سنتيم) ثم مع الحديث عن صفقات قد تدر مبالغ مالية مهمة للفريق الفاسي حددت في مبلغ 600 مليون سنيتم في حال انتقال المالي سيديبي، دون الحديث عن قيمة انتقال أشرف بنشرقي إلى الرجاء. بين مرحلة قحط ومرحلة رخاء غير منتظرة، سارع الرئيس رشيد الوالي العلمي، الذي لم يكمل بعد فترة النقاهة، إلى سحب تفويضه لأحمد المرنيسي، الذي علم بالخبر عبر أحد المنخرطين حسب ما صرح به لإحدى الإذاعات الخاصة. وكانت 24 ساعة كافية للضغط على رشيد الوالي العلمي ودفعه إلى تقديم استقالته كتابة، لم لا وقد خرج المرنيسي في تصريح جاء على شكل تهديد غير مباشر للرئيس الوالي العلمي متوعدا إياه بعدم تسليمه شيكات الدعم التي قدمها الجامعي. مباشرة بعد ذلك انهالت التصريحات التي تقصف العلمي ومن وراءه، ذهبت إلى حد إفصاح الناطق الرسمي، خالد الصنهاجي، بشكل علني عن الأسماء التي تتسبب في أزمة الفريق وهي الأسماء التي تنشط مع اقتراب مواسم الانتقالات سواء الصيفية أو الشتوية منها حسب تعبيره. لم يقف الأمر على الخرجات الإعلامية بل بدأت الاستقالات الشفوية تصدر من هنا و هناك إلى حد أن ثلثي الأعضاء استقالوا من المكتب المسير، وهي الخطوة التي لم يجد معها رشيد الوالي العلمي، الذي واصل إغلاق هاتفه النقال، عدا الاستسلام وتقديم استقالته بطريقة اعتبرها كثيرون بالمهينة لفريق عريق من حجم المغرب الفاسي. المرنيسي يتبرأ من تصريحات الناطق الرسمي تبرأ أحمد المرنيسي من تصريحات الناطق الرسمي، خالد الصنهاجي، التي ذكر فيها أسماء ثلاثة منخرطين و صحفي، وقال في حديث مع «المساء» أن التصريحات تلزم خالد الصنهاجي المنخرط ولم تصدر عنه بصفته ناطقا رسما للفريق. وزاد المرنيسي قائلا أنه لم ير سوءا من الأسماء التي ذكرها الصنهاجي، وهي عناصر تسعى إلى مساعدة الفريق دون أن يكون لها دخل في الانتدابات. وتراجع المرنيسي عن تصريحاته السابقة و أكد أن العلمي لم يسحب منه التفويض وبالتالي بات المكلف الأول، بعد استقالة الرئيس، بتسيير شؤون الفرع، مشيرا أنه سيسهر على عملية تعزيز الفريق الأول و سيعلن في القريب العاجل عن عقد جمع عام استثنائي لانتخاب رئيس جديد أو الذهاب إلى تشكيل لجنة مؤقتة.