أفادت مصادر من الجالية اليهودية، التي حلت نهاية الأسبوع الماضي بتارودانت أن الشمعة التاسعة التي وضعت في مجسم «حانوكا» في الليلة التاسعة من ليالي الاحتفال بالهيلولة، اقتناها رجل أعمال يهودي من المعبد اليهودي «دافيد بن باروخ هاكوهن»، الكائن بمنطقة اغزو نباهمو بجماعة تنزرت (ضواحي تارودانت) بمبلغ 100 مليون سنتيم، وهو ما اعتبر السعر الأعلى، في رقم المزايدات المالية على هاته الشمعة المقدسة، التي لم تكن تتجاوز سقف 80 مليون سنتيم، وهو ما يفسر تقديس وتبجيل اليهود لاحتفالات الهيلولة. وأضافت المصادر أن العائدات المالية الخاصة باحتفالات اليهلولة تبقى في صندوق خاص بالضريح، حيث يتم من خلالها الاعتناء بالضريح من طرف الأسرة المشرفة على العناية به، وكذا التكفل بمصاريفه السنوية، وإعداده في أحسن حلة في انتظار احتفالات الهيلولة للعام المقبل. واعتادت الطائفة اليهودية إحياء الموسم السنوي «الحاخام رابي دافيد بن باروخ» في مثل هذا الوقت من كل سنة باعتماد السنة العبرية، أي في يوم 3 «طبيبط» حسب السنة القمرية اليهودية منذ أكثر من قرنين من الزمن، حيث يتم الاحتفال بليلة «الهيلولة» ومعناها «سبحوا الله»، وينطلق الاحتفال بإحياء هاته الطقوس، من خلال إيقاد 8 شمعات، بواقع شمعة عن كل يوم قبل موعد الاحتفال في «حانوكا» وهو عبارة عن مجسم في ساحة الضريح يحوي تسع شمعات، أما التاسعة فتوقد ليلة الهيلولة، والحانوكا يشير باللغة العبرية إلى إعادة حرية العبادة للشعب اليهودي بعد حقبة من القهر والذل، وما تلاها من صبر وكفاح، من أجل الحرية والانعتاق، رغم التحديات الجسيمة التي اجتازها الشعب اليهودي. وتستغل الطائفة اليهودية هاته المناسبة الدينية لممارسة طقوس الهيلولة طيلة أيام الاحتفال، والتي تتجلى في التبرك والترحم على روح الحاخام المدفون بمنطقة اغزو نباهمو منذ ما يفوق 230 سنة، حيث يجسد هذا الاحتفال الديني اليهودي الذي يصادف شهر دجنبر أو شهر «طبيط « الشهر القمري العبري من كل سنة. حيث تعتبر الجالية اليهودية المغربية هاته الزيارة مناسبة لصلة الرحم مع بلدها الأصلي، كما تتجسد فيه قيم التعايش والتسامح التي تتميز بها المملكة المغربية منذ قرون خلت تجاه الطائفة اليهودية.