كشف مواطنون يقطنون بدوار "أولاد امبارك"، في تصريحات ل"المساء"، أن منطقتهم مهددة بكارثة بيئية خطيرة، بفعل تفشي مظاهر التلوث بها، بشكل فظيع، قد تتفاقم وتزداد، مع بقاء أحيائهم خارج أجندة اهتمام المسؤولين المحليين. وشجب المتحدثون أنفسهم تحويل الفضاءات المحيطة بمنازلهم إلى مستنقع آسن للنفايات والأزبال، تكثر بها كل أنواع الحشرات الضارة، وتحج إليها الكلاب الضالة، وتنبعث منها روائح كريهة ونتنة، جعلتهم يعيشون جحيما لا يطاق، على حد تعبيرهم. واستنكرت المصادر ذاتها التهميش الذي يطال العديد من مناطق السكن العشوائي، وقالت "إنه من غير المعقول، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، وما زلنا لم نستطع إيجاد حلول حقيقية لمشكل النظافة، لقد أصبحنا نخشى على أنفسنا، كما على فلذات أكبادنا، من أن يصيبنا وباء أو مرض، جراء زحف كل أشكال التلوث إلى بيوتنا". وفي السياق ذاته، أعرب فاعل جمعوي، عن امتعاضه الشديد لتردي الوضع البيئي بكل من دوار "أولاد امبارك" ومنطقتي "عين السبع" و"العصام"، واستمرار فرض العزلة عليها، وإقصائها من أية مبادرة حقيقية، ترمي، في نظره، إنقاذ ساكنتها من المشاكل الجمة التي تتخبط فيها، جراء تدهور أوضاع محيطها. وقال المتحدث "ليست الأزبال والنفايات المنزلية، وحدها، التي تؤرق بال المواطنين، بل هناك أيضا، مشكل الأتربة والرمال المتناثرة بجنبات الطرق غير المعبدة، وانتشار الأبقار والكلاب الجائلة، وكذا، المياه العادمة التي تتخذ من الممرات الضيقة للدروب والأزقة، مجرى لها، وانعدام الفضاءات الخضراء، وتشويه المجال الغابوي القريب من تلك المناطق"، وهو ما يجعل كل المجهودات، المبذولة من طرف السكان، لتنظيف محيطهم، تذهب أدراج الرياح، خاصة خلال موسم الشتاء، التي تتضاعف خلاله تلك المشاكل، يؤكد نفس المتحدث. ودعا المصدر ذاته، الجهات المعنية، إلى الإسراع باتخاذ الخطوات اللازمة، الكفيلة، بوضع حد لمعاناة المواطنين مع أخطار التلوث الذي بات، حسبه، يجثم على أنفاس الساكنة، مبديا، في نفس الوقت، استعداد جمعيات المجتمع المدني للتعاون والتجاوب مع أي جهة كانت، ترنو النهوض بالوضع البيئي، مشددا على أن التلوث، ليس بالمشكل الشائك، الذي يصعب إيجاد الحلول له، فالأمر، يؤكد المتحدث، مرتبط، فقط، بالإرادة الفعلية للجهات المسؤولة، لا أقل ولا أكثر، على حد تعبيره.