استنفرت إرسالية صادرة عن عمالة تارودانت الأسبوع المنصرم مصالح بلدية أولاد تايمة، حيث اضطرت الأخيرة إلى حشر عشرات الأطنان من النفايات المنزلية داخل المستودع البلدي في انتظار إيجاد مطرح قار، بعد أن امتنعت معظم الجماعات المجاورة عن السماح برمي هاته النفايات داخل مجال نفوذها الترابي، في وقت كانت البلدية تنقل نفاياتها المتراكمة إلى وسط واد سوس سنين خلت، رغم خطورة انعكاسات ذلك على الفرشة المائية الباطنية، وكذا دون الأخذ بعين الاعتبار العديد من الشكايات التي توصلت بها الجهات المعنية من طرف مجموعة من الدواوير القريبة من المطرح البلدي الموجود بتراب جماعة إيسن المجاورة. وأفادت مصادر «المساء» أن وكالة حوض الماء بعثت بإرسالية تحذيرية شديدة اللهجة إلى مصالح عمالة الإقليم، منعت بموجبها الاستمرار في طرح النفايات والأزبال وسط واد سوس، لما لهاته العملية من تأثيرات سلبية جراء تضرر الفرشة الباطنية وكذا تلوث المجال البيئي عموما، غير أن ما حرك مصالح الوكالة- تستطرد مصادرنا- هو جرف أطنان من الأزبال خلال الأمطار الأخيرة إلى مجال قريب من محيط القصر الملكي بأكادير، الأمر الذي تسبب في انبعاث روائح نتنة، وكذا تشوه جمالية المنطقة بالمواد الصلبة القوية، التي ظلت عالقة بضفاف الواد بعد توقف جريان المياه التي تصب مباشرة في شاطئ أكادير، الذي حاز مرارا على جائزة الجودة، وهو ما تسبب في غضب جهات عليا على هذا الوضع البيئي المزري. وذكرت نفس المصادر أن عمال النظافة بمدينة أولاد تايمة عمدوا بعد هاته الأزمة الطارئة إلى محاولة رمي النفايات في منطقة تمتد على 10 هكتارات، تابعة للمياه والغابات بمحيط جماعة سيدي موسى الحمري، غير أنه سرعان ما فوجئوا بالعشرات من أهالي المنطقة مسلحين بالعصي والهراوات يحذرونهم من مغبة رمي الأزبال وسط جماعتهم. كما حضر إلى عين المكان مسؤولو السلطة المحلية ومصالح المياه والغابات، التي رفضت بدورها تخصيص هاته المنطقة لطرح النفايات لعدم وجود أي مذكرة في هذا الإطار، وهو ما جعل أعوان النظافة يعمدون مرغمين إلى العودة بشاحناتهم المحملة بالأزبال مجددا إلى المدينة. إلى ذلك، قالت المصادر إن شاحنات النظافة اضطرت خلال الأيام الأخيرة إلى قطع أزيد من 60 كيلومترا بهدف طرح النفايات وسط وعاء عقاري تابع للأملاك المخزنية بضواحي بلدية سبت الكردان، غير أنه نظرا لبعد هذا المطرح الجديد عن مدينة أولاد تايمة، فإن الأسطول المتوفر من الشاحنات غير كاف لنقل النفايات إلى غاية هذا المطرح. واستغربت مصادرنا في هذا الصدد إقدام مسؤولي المجلس البلدي بداية السنة الجارية على اقتناء ثلاث عربات جديدة من صنف الجرارات للقيام بمهمة شحن النفايات المنزلية. وأكدت مصادر «المساء» أن صفقة شراء الجرارات استفادت منها إحدى المقاولات المعروفة بالمدينة بمبالغ مهمة. كما تم تمريرها في ظروف غامضة، حيث لا تتوفر فيها المعايير والمواصفات المطلوبة للقيام بهاته العملية في خرق سافر لدفتر التحملات. يشار إلى أنه سبق للمجلس الجماعي أن تطرق في دورات سابقة إلى ضرورة إيجاد حلول آنية للمطرح البلدي، عبر معالجة النفايات على غرار مجموعة من المجالس، التي وجدت حلولا في هذا الإطار، خاصة في ظل انعدام وعاء عقاري جماعي بديل، وكذا اعتبارا للشكايات العديدة التي رفعها أهالي دواوير سكان جماعة إسن المجاورين لمطرح النفايات بعد أن ابتلوا بمجموعة من الأمراض المزمنة كالربو والحساسية وأمراض جلدية خطيرة، نتيجة انبعاث الروائح النتنة وتكاثر الحشرات الضارة. ومن جانبه، قال محمد البهجة، نائب رئيس المجلس البلدي، إن المطرح البلدي القديم كان مثار إشكاليات عديدة متعلقة بانعكاساته السلبية على حوض سوس عموما وكذا على صحة السكان المجاورين، مؤكدا في هذا الإطار أن ما زاد من تفاقم الأمر وتحرك مصالح وكالة حوض الماء هو تضرر محيط القصر الملكي بأكادير من تبعات هذا المطرح، خصوصا مع موسم الأمطار. وأضاف المصدر نفسه أن المجلس البلدي في إطار التحضير لإنشاء مطرح بمواصفات عالمية بشراكة مع 4 بلديات و10 جماعات قروية مجاورة في أفق السنتين المقلبتين، بتمويل من منظمات وهيئات أجنبية تعمل في مجال البيئة، وهو الآن يوجد قيد الدراسة.