استعان عمدة مدينة فاس، صباح يوم أول أمس السبت، بتقنيات الصوت والصورة، إلى جانب التدوين، لتوثيق لقاء مفتوح عقده المجلس الجماعي مع عدد من الجمعيات بفاس العتيقة، وكان الغرض منه هو رصد أعطاب التنمية في المدينة. وقال سعيد بنحميدة، نائب العمدة، في تصريحات ل»المساء، إن اللقاء مر في أجواء إيجابية، رغم انسحاب بعض الجمعيات التي سبق لها أن أطرت، في وقت سابق، وقفة احتجاجية رفعت فيها نعش «التجارة»، في إشارة إلى الأزمة التي تضرب القطاع في المدينة العتيقة، بسبب تراجع السياحة، والحرف التقليدية، وغياب المشاريع الكبرى التي من شأنها أن تخلق فرص شغل، وتشجع على الدينامية الاقتصادية في العاصمة العلمية. وبررت الجمعيات التي انسحبت من اللقاء، قرارها بحضور أشخاص لا علاقة لهم بالمشاكل التي تتخبط فيها المدينة العتيقة، وعادت الجمعيات للدعوة إلى وقفة احتجاجية أخرى يوم الأربعاء 16 دجنبر الجاري، كما دعت إلى إغلاق المحلات التجارية من جديد. وقدم سعيد بنحميدة معطيات مهمة بخصوص قضية احتجاجات المدينة العتيقة، ونفى توصل المجلس الجماعي بمراسلات رسمية من قبل الجمعيات التي سبق لها أن دعت إلى الاحتجاج، في حين أكدت هذه الفعاليات، في السابق، بأنها راسلت المجلس الجماعي، والسلطات المحلية بخصوص أزمة المدينة العتيقة، وفي غياب أي رد من السلطات والمنتخبين قررت الخروج للاحتجاج. وقال بنحميدة ل»المساء»، إن جمعية وحيدة هي التي راسلت المجلس، ليس بغرض طلب لقاء، وإنما للمطالبة بإعادة النظر في قضية تهيئة ساحة «سيدي العواد»، وهي من المداخل الأساسية لفاس العتيقة. وأشار نائب عمدة فاس إلى أن اللقاء تم عقده بطلب من رئيس مقاطعة فاسالمدينة، بغرض الاستماع إلى الفعاليات الجمعوية، قبل اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمعالجتها، في إطار من التعاون مع جميع المتدخلينالمعنيين. وأكد بنحميدة بأن مضامين ما يقرب من 21 تدخلا للفعاليات الجمعوية، خلال هذا اللقاء، تتقاطع مع الخطوط العريضة للمقاربة التي يشتغل عليها المجلس الجماعي للنهوض بأوضاع فاس العتيقة. وأضاف بأن إعادة النظر في مواقف السيارات في عدد من مداخل فاس العتيقة يعتبر من المشاكل الآنية المطروحة. وأورد بنحميدة بأن زيارات ميدانية لكبار المنتخبين في المدينة ومسؤولين في السلطة قد وقفت على «الوضعية غير المشرفة» لمواقف السيارات، ما يؤثر على سكان المدينة، وعلى السياحة، والزوار.